لقيمتها التاريخية والمعمارية.
بدأت المدينة في الألفية الثانية قبل الميلاد، وتحولت في القرن الأول الميلادي إلى واحة حية بالثقافة والشعائر الدينية. كان معبد بعل محور الحياة الدينية، ومركزًا اقتصاديًا واجتماعيًا، بناه أهل تدمر على طراز يمزج بين عمارة سوريا وبلاد ما بين النهرين وروما. عبادة بعل كانت جزءًا من تنوع ديني شارك فيه كهنة وأثرياء المدينة.
زنوبيا شخصية بارزة في التاريخ، وسعت ملكها لتحكم الشام ومصر، ودعمت العلم والفن. عُرفت بثقافتها ودهاءها السياسي، لكن الإمبراطور أورليانوس أسرها سنة 272م، فصارت رمزًا للمقاومة وقيادة المرأة.
بلغت تدمر ذروتها في القرن الثالث الميلادي، حيث ازدهرت تجارة الحرير والبخور والمعادن، وامتلأت أعمدة وأسواق ومعابد. المسرح الروماني والشارع المبلط كانا من أبرز معالمها، ويعكسان تخطيطًا مدنيًا دقيقًا.
موقعها على طريق الحرير جعلها محطة تجارية وثقافية، فنمت ثروتها وتشكلت هويتها المميزة. تجارها تعلموا لغات متعددة، وحملوا معهم الأديان والأفكار إلى أماكن بعيدة.
رغم الدمار الذي أصابها في الحرب الأخيرة، تعمل فرق متخصصة باستخدام تقنيات رقمية حديثة وبرامج عالمية لإعادة معالمها. تدمر تبقى رمزًا إنسانيًا، وزيارتها تجربة تربط الماضي بالحاضر، خاصة حين تطوف قصر الحير أو تتجول في مخيمات بدوية قريبة.
إسلام المنشاوي
· 23/10/2025