طيور السلام النبيلة: الحمائم البيضاء ودورها في التاريخ
ADVERTISEMENT

طيور السلام، وخصوصاً الحمائم البيضاء، باتت منذ قرون طويلة علامة يعرفها الناس في كل مكان لتعني السلام والنقاء. شاركت في حياة الشعوب روحياً وثقافياً. في الديانات، أخذت معنى التنوير والروحانية؛ ففي الهندوسية ترمز إلى النور الذي في داخل الإنسان، وفي الإسلام والمسيحية واليهودية حملت رسائل الله ودعت إلى السلام بين

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الناس.

أثرت الطيور البيضاء في الثقافة الإنسانية، فحفرت في الذاكرة رموزاً وأساطير كثيرة. رآها البعض مصابيح سحرية تحمل دعوة للتعايش، ثم صارت رمزاً وطنياً يظهر في الاحتفالات والمناسبات الرسمية ليعبر عن الوحدة. لامست خيال الفنانين والأدباء، فظهرت في لوحات وألحان تحمل الأمل والجمال.

في المجال الدبلوماسي، اعتمدت الممالك القديمة والوسطى على الحمائم البيضاء لنقل الرسائل السياسية، لأن الناس رأوا فيها إشارة واضحة إلى الثقة والسلام. لا تزال تُطلق في مؤتمرات السلام لتعبر عن التهدئة والتفاهم. أثناء الحروب، طارت فوق ساحات القتال، فسكنت قلوب الجنود وأعطتهم إحساساً بأن الحياة تستمر، وكانت حاضرة في لحظات التسوية والمصالحة، تحمل دعوة للتعايش والتسامح.

مع تقلص الأماكن الطبيعية وازدياد التهديدات، تحركت مؤسسات وحكومات على مستوى العالم لحماية الطيور. أُطلقت برامج تمنع الصيد الجائر وتوقف تدمير أماكن التعشيش، ورُصدت مسارات هجرتها وأُوفر لها بيئة آمنة. عادت الحمائم البيضاء تملأ السماء التي زينتها من قبل.

في الفنون، وردت طيور السلام في سيمفونيات وصور ومشاهد بصرية تلامس القلوب وتنقل رسائل الحب والسلام. ترمز إلى بداية جديدة، وتلهم البشرية بقدرتها على إعادة بناء ما هدمته الصراعات. يحمل تاريخها درساً في قوة الأمل وروح السلام، وبقاؤها يبقى دعوة خالدة للعالم ليتحد في التسامح.

عائشة

عائشة

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
حصن الكرك: استكشاف القلعة الأسطورية التي احتمى بها الصليبيون في سوريا
ADVERTISEMENT

تُعرف قلعة الحصن أو حصن الكرك بأنها من أضخم القلاع الصليبية في العالم، وتُعد من أبرز الأماكن السياحية في سوريا. تقع فوق تلة استراتيجية بين مدينتي حمص وطرابلس. بُنيت في القرن الحادي عشر، وبلغت أقصى قوتها تحت حكم فرسان الإسبتارية منذ عام 1142، حيث تحولت إلى حصن حصين يتسع لآلاف

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الجنود، ويحتوي على قاعات واسعة، صهاريج ماء، مخازن، كنائس، وأبراج دفاعية ضخمة.

شاركت القلعة دوراً مركزياً في صراعات الحملات الصليبية، وتعرضت لعدة محاولات للاستيلاء عليها، إلى أن نجح السلطان الظاهر بيبرس في فتحها عام 1271 بعد حصار استخدم فيه خدعة عسكرية. ورغم تغير الحكام، حافظت القلعة على بنيتها المعمارية المميزة، حيث تجمع بين براعة الهندسة الدفاعية والتخطيط العسكري في العصور الوسطى.

برز في تاريخ القلعة قادة مثل ريموند دي سان جيل وغارنييه دي نابوليس الذين عززوا تحصيناتها. كما كانت مسرحاً لمعركة حاسمة بين المماليك والصليبيين، وأثرت في تشكيل الوضع السياسي والعسكري للمنطقة.

أدرجت اليونسكو الحصن عام 2006 ضمن قائمة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين، تقديراً لقيمته التاريخية والمعمارية. وبعد تعرضه لأضرار خلال الحرب، بدأت أعمال الترميم بإشراف اليونسكو ووزارة الثقافة السورية لإعادة تأهيله دون المساس بطابعه الأصلي.

تمنح زيارة القلعة تجربة فريدة في التاريخ والعمارة والمناظر الطبيعية، من خلال ساحتها الداخلية، القاعة الكبرى، والأبراج التي تطل على مناظر واسعة لسهل العاصي وجبال لبنان. تقع بالقرب من حمص وطرابلس، وتتوفر فيها خدمات للزوار، بالإضافة إلى معالم قريبة مثل دير مار جرجس ووادي النصارى، ما يجعلها وجهة مميزة لمحبي التراث والسياحة في سوريا.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
تدمر، سوريا: مدينة الملكة زنوبيا ومجد الرومان في قلب الصحراء
ADVERTISEMENT

تدمر واحدة من أبرز المدن الأثرية في الشرق الأوسط، تقع وسط الصحراء السورية، وكانت سوقًا كبيرة على طريق الحرير. اشتهرت بملكتها زنوبيا، التي ثارت على الرومان في القرن الثالث الميلادي وأقامت دولة مستقلة ازدهرت لفترة وجيزة. المدينة تجمع بين عمارة الرومان والفرس وأهل المنطقة، وضمنتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

لقيمتها التاريخية والمعمارية.

بدأت المدينة في الألفية الثانية قبل الميلاد، وتحولت في القرن الأول الميلادي إلى واحة حية بالثقافة والشعائر الدينية. كان معبد بعل محور الحياة الدينية، ومركزًا اقتصاديًا واجتماعيًا، بناه أهل تدمر على طراز يمزج بين عمارة سوريا وبلاد ما بين النهرين وروما. عبادة بعل كانت جزءًا من تنوع ديني شارك فيه كهنة وأثرياء المدينة.

زنوبيا شخصية بارزة في التاريخ، وسعت ملكها لتحكم الشام ومصر، ودعمت العلم والفن. عُرفت بثقافتها ودهاءها السياسي، لكن الإمبراطور أورليانوس أسرها سنة 272م، فصارت رمزًا للمقاومة وقيادة المرأة.

بلغت تدمر ذروتها في القرن الثالث الميلادي، حيث ازدهرت تجارة الحرير والبخور والمعادن، وامتلأت أعمدة وأسواق ومعابد. المسرح الروماني والشارع المبلط كانا من أبرز معالمها، ويعكسان تخطيطًا مدنيًا دقيقًا.

موقعها على طريق الحرير جعلها محطة تجارية وثقافية، فنمت ثروتها وتشكلت هويتها المميزة. تجارها تعلموا لغات متعددة، وحملوا معهم الأديان والأفكار إلى أماكن بعيدة.

رغم الدمار الذي أصابها في الحرب الأخيرة، تعمل فرق متخصصة باستخدام تقنيات رقمية حديثة وبرامج عالمية لإعادة معالمها. تدمر تبقى رمزًا إنسانيًا، وزيارتها تجربة تربط الماضي بالحاضر، خاصة حين تطوف قصر الحير أو تتجول في مخيمات بدوية قريبة.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT