والزبدة تُعجن وتُطوى بحذر لتحصل على قوام هش ونكهة عميقة. الكرواسون، الظاهر في القرن التاسع عشر، يُعد من أشهر المعجنات الفرنسية؛ يتميز بخفة وزنه وطبقاته المتداخلة.
نجاح المعجنات الفرنسية يعتمد على دقة العمل اليدوي الذي يجمع تقنيات قديمة بمكونات طبيعية: زبدة عالية الجودة ودقيق مخصص. يحتاج إعدادها تدريباً طويلاً وإتقان تفاصيل مثل ضبط الحرارة والرطوبة، فينتج عن ذلك منتج حسي راقٍ يجمع الأناقة والمهارة.
لم تبق المعجنات الفرنسية أسيرة التقليد، بل تطورت مع الزمن. أدخل الطهاة أساليب تراثية مع ابتكارات حديثة، فظهرت تقنيات جديدة ونكهات غير تقليدية دون التخلي عن الأساس الفرنسي، فكانت النتيجة تجربة مذاقية متجددة تجمع الماضي بالحاضر.
من أبرز المعجنات الفرنسية: الإيكلير المحشو كريماً ومغطى شوكولاتة، الكرواسون ذو الطبقات الهشة، البينيتشو المحشو جبناً أو خضار، المادلين الناعمة بنكهة الليمون، وتارت تاتان التي تضم قشرة هشة وتفاحاً مكرملاً. كل نوع يعكس جوهر المطبخ الفرنسي.
تركت المعجنات الفرنسية أثرها في المطابخ العالمية؛ أصبح الكرواسون والإيكلير موجودين في ثقافات متعددة بأشكال ونكهات مختلفة. تبقى تلك المعجنات علامة على التميز في الطهي بفضل تقنياتها الدقيقة، مظهرها الجميل، ومذاقها المميز، فتجاوزت الحدود الجغرافية وأثارت إعجام هواة الطعام في كل مكان.