الخام. يتحرك بحرية في الممرات الجبلية، يواجه البرد والأرض الوعرة، فتبدو رحلته مشهدًا فنيًا يعكس التوازن بين الإنسان والطبيعة، ويشكل جزءًا حيًا من ثقافة التبت.
في ثقافة الرعاة التبتيين، لا يُنظر إلى الياك كحيوان عادي، بل كرمز للاستمرار والقدرة على التكيف. تتناقل الأجيال حكايات الياك بفخر، فهو يحتل مكانة خاصة في طقوسهم وأسلوب حياتهم، وتُعد العناية به جزءًا من تقاليدهم الأصيلة. يعكس الياك روح الثقافة التبتية التي تحترم البيئة وتقدّر التناغم معها.
يلعب الياك دورًا اقتصاديًا محوريًا، إذ يعتمد عليه الرعاة في الغذاء والملابس والنقل. يُعد مصدرًا رئيسيًا للدخل في البيئات القروية، ويمنحهم الاستقرار في بيئة تُعد من الأصعب على وجه الأرض، حيث يُستخدم لحمل الأحمال عبر الممرات الوعرة والمسافات البعيدة.
تقوم علاقة الرعاة بالياك على الثقة والرعاية المتبادلة. يعرف الراعون حركاته وإشاراته، ويحرصون على تلبية احتياجاته، بينما يبادلهم الياك الولاء والتفاني. يظهر تعاونهما في المواقف الصعبة، كالعواصف والهجمات، حيث يساندون بعضهم البعض في لحظات الشدة.
تحكي العديد من الحكايات التبتية عن بطولات الياك وولائه. من بينها قصة الراعي "تاشي" والياك الصغير "كيشي"، الذي أنقذه وتربى ليصبح رمزًا للقوة والتآلف. تعكس تلك القصص جوهر العلاقة المتينة، فهي أكثر من تعاون يومي، بل إرث روحي وثقافي متجذر في حياة سكان الهضبة التبتية.
تجمع علاقة الياك بالرعاة التبتيين بين الشراكة الاقتصادية والثقافية والعاطفية، في لوحة من الانسجام تُسطّرها قمم التبت، وتجسد مثالًا حيًا على قوة الترابط بين الإنسان والطبيعة.
اسماعيل العلوي
· 13/10/2025