علم الانجذاب: هل تتجاذب الأضداد حقًا أم أن التشابهات تحكم؟
ADVERTISEMENT

يُردّد كثيرون أن «الأضداد تتجاذب»، لكن ما يظهر بوضوح في العلاقات هو حجم التشابه بين الشريكين في الأذواق والاهتمامات والقيم. تتناول المقالة الانجذاب العقلي بين البشر، وتترك جانبًا الجوانب الجسدية كالشكل والرائحة.

منذ القدم، رأى أرسطو أن التشابه أساس الصداقة. وجاءت الأدلة العلمية لاحقًا لتؤيد الفكرة، إذ لاحظ فرانسيس غالتون

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

أن الأزواج يشاركون صفات عديدة. وأظهرت دراسات لاحقة أن المتشابهين يعبّرون عن إعجاب أقوى. ورغم أن الدراسات كانت ارتباطية، اقترح الباحثون أن التشابه يسبب الانجذاب.

في عام 1956، قدّم ثيودور نيوكومب دليلًا تجريبيًا عبر دراسة شملت طلابًا جددًا اختُبرت مواقفهم قبل تكوين صداقات. كلما ازداد التشابه بينهم، ازداد الإعجاب المتبادل، وأعادت دراسات لاحقة تأكيد أن الانجذاب يرتبط بالتشابه في الآراء والقيم حتى في المواضيع البسيطة.

رغم شيوع فكرة «تجاذب الأضداد» في القصص والأفلام، لم تعثر الدراسات التي اختبرتها بين 1960 و1975 على دعم كافٍ لفكرة التتاميّة، أي أن التباين يُكمل الطرفين. لم تُظهر التجارب أن المسيطرين ينجذبون حتمًا للخاضعين، أو أن المنفتحين ينجذبون للانطوائيين. وتشير البيانات إلى أن التشابه في المواقف والدخل والطباع يزيد احتمال الانجذاب، مما يُضعف فرضية التتاميّة على المدى الطويل.

يُفسَّر الأمر بما يُعرف «بتأثير التشابه والاختلاف»، إذ تحدد نسبة التشابه في النقاشات قوة الانجذاب. كلما ازدادت المواضيع التي تتفق فيها مع الآخر، ازداد انجذابك نحوه، بغضّ النظر عن بساطة الموضوع. ينطبق الحكم على الجميع باختلاف أعمارهم وثقافاتهم وأجناسهم.

حتى أوجه التشابه البسيطة، مثل الحرف الأول في الاسم أو تاريخ الميلاد أو البرج، تولّد شعورًا بالانجذاب، في ظاهرة تُعرف بـ«الأنانية الضمنية»، حيث تُسقط مشاعرك الإيجابية تجاه ذاتك على من يشبهك.

تسنيم علياء

تسنيم علياء

·

17/10/2025

ADVERTISEMENT
سوتشو: جنة الحدائق والقنوات المائية في الصين القديمة
ADVERTISEMENT

تقع مدينة سوتشو في إقليم جيانغسو شرق الصين، على بُعد نحو 100 كيلومتر غرب شنغهاي، وتُعد من أقدم المراكز الثقافية في البلاد. تُعرف بلقب «فينيسيا الشرق» بسبب قنواتها المائية وشبكة جسورها، وتجمع بين العمارة التقليدية والطبيعة الهادئة، فتصبح وجهة مفضلة لمن يبحث عن التراث والجمال.

تشتهر المدينة بحدائقها الكلاسيكية، منها

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

«حديقة المدير» التي تحقق توازنًا دقيقًا بين البناء والطبيعة رغم صغر مساحتها، و«حديقة الأسد الصخري» الشهيرة بتكويناتها الحجرية ومتاهاتها التي تُلهِم الزائر، بالإضافة إلى «حديقة التواضع» المدرجة على قائمة التراث العالمي، والتي تعبّر عن فكرة الانسجام بين الإنسان والطبيعة.

تتميز سوتشو بقنواتها المائية التي تُذكّر بمدينة البندقية، حيث يصبح التنقل بالقوارب تجربة سياحية تبقى في الذاكرة، إذ يُطل على الزائر مشهد بانورامي للأحياء القديمة. من أبرز هذه الأماكن «شارع بينغجيان» المحاذي لقناة هادئة، والمزدحم بمقاهي الخط ومتاجره وورشه اليدوية، فيعيش الزائر أجواء الصين التقليدية مباشرة.

تُعد سوتشو وجهة واضحة لمحبي الثقافة الصينية، خصوصًا في فن الحرير، إذ تفتح مصانع ومتاجر أبوابها لترى مراحل إنتاج الحرير وتشتري هدايا مُحاكة يدويًا. تنتشر أيضًا ورش تعليم الخط الصيني، وعروض الأوبرا التقليدية مثل «كونتشو» التي تقدم حفلات بأزياء فنية وموسيقى أصيلة.

المدينة تستقبل الزوار بشكل مريح في الربيع والخريف، وتربطها بشنغهاي قطارات سريعة تصل في أقل من نصف ساعة. تتنوع أماكن الإقامة بين فنادق حديثة وبيوت تقليدية داخل المدينة القديمة. يبرز مطبخ سوتشو بنكهات خفيفة وأطباق شهيرة مثل «السمك المحلى» و«شياولونغباو»، إلى جانب حلويات تُقدَّم مع الشاي الأخضر.

رغم قِدمها، تضم سوتشو مظاهر الحداثة، من جامعات ومراكز ابتكار إلى صناعات تكنولوجية متقدمة. في الوقت عينه، تحافظ على طابعها الجمالي وإرثها المعماري، فتبقى مدينة فريدة تجمع بين الحداثة ونبض التاريخ.

سوتشو ليست مجرد وجهة سياحية، بل دعوة مفتوحة للتأمل والاكتشاف، يلتقي فيها الإنسان بالطبيعة والفن والثقافة بانسجام نادر.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT
حجر رشيد: كيف تم فك رموز الأبجدية الهيروغليفية المصرية القديمة بواسطة شامبليون
ADVERTISEMENT

حجر رشيد هو قطعة أثرية اكتُشفت عام 1799 في دلتا النيل. يحمل مرسومًا صدر عام 196 قبل الميلاد بثلاث لغات: الهيروغليفية، الديموطيقية، واليونانية، فأصبح أداة لفهم الكتابة المصرية القديمة. نُحت في العصر البطلمي، ويُرجح أنه عُرض في معبد. قطعة الجرانيت الأسود غير منتظمة الشكل، وتحتوي على 14 سطرًا من الهيروغليفية،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

و32 من الديموطيقية، و54 من اليونانية.

الكتابة الهيروغليفية المصرية نظام يجمع علامات صوتية، شعارات، ومحددات. بدأت نحو عام 3200 قبل الميلاد، واستُخدمت في المعابد والمقابر. تُقرأ في اتجاهات متعددة حسب اتجاه الرموز، وكان أقل من 3 % من السكان يقرؤونها.

جان فرانسوا شامبليون، المستشرق الفرنسي، درس النصوص القديمة منذ صغره، ويعرف اللغات القبطية واليونانية والعربية وغيرها. في عام 1822، فك رموز الهيروغليفية بمقارنة حجر رشيد بأسماء ملكية مثل بطليموس وكليوباترا، وأظهر أن الكتابة الهيروغليفية تجمع عناصر صوتية وأخرى إيديولوجية.

أسهم شامبليون في تأسيس علم المصريات من خلال أعمال أكاديمية، وإنشاء قسم الآثار المصرية في الكوليج دو فرانس عام 1831، وإشرافه على مجموعة اللوفر المصرية، وإعداد قاموس ونحو للغة المصرية القديمة.

النقش على حجر رشيد هو مرسوم كهنوتي يمجّد بطليموس الخامس عند تتويجه. نُسخت نسخ من المرسوم ووُزعت في معابد رئيسية حول مصر. لم يكن حجر رشيد الوحيد في محتواه، بل جزءًا من حملة لنشر قرار رسمي في أنحاء البلاد بلغات يفهمها السكان.

منذ عام 1802، يُعرض حجر رشيد في المتحف البريطاني، باستثناء نقله المؤقت خلال الحرب العالمية الأولى. أُعيد تسليط الضوء عليه في معرض خاص عام 2022 بعنوان "الهيروغليفية: فتح مصر القديمة"، عُرض فيه إلى جانب رموز أخرى ساعدت الباحثين في فهم الحضارة المصرية القديمة.

جمال المصري

جمال المصري

·

19/11/2025

ADVERTISEMENT