التاريخ الغير المروي لعيدان تناول الطعام
ADVERTISEMENT

تُعد عيدان تناول الطعام جزءاً ثابتاً من عادة الأكل في آسيا، وبدأ استخدامها قبل خمسة آلاف سنة في الصين، حيث كانت أدوات للطبخ مصنوعة من خشب أو أغصان رفيعة تُستخدم لانتقاء الطعام من القدور المغلية. بعد ذلك، مع تطور الطهي وتنوع الأطباع، ظهرت عيدان معدنية، ووُجدت عيدان برونزية في أنقاض

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

مدينة يين بمقاطعة خنان، وكانت تناسب الوصول إلى قاع الأواني الساخنة.

في القرن الخامس، أصبح تناول الطعام بالعيدان عادة شائعة، بسبب الحاجة إلى طهي الطعام بسرعة أثناء نقص الموارد. فجُزّئت المكونات إلى قطع صغيرة، فلم يعد السكين ضرورياً على المائدة. وتأثرت أشكال العيدان بأفكار فلسفية، مثل قول كونفوشيوس الذي نبه إلى أن السكاكين على الطاولة تُذكّر بالعنف.

انتقلت العادة لاحقاً إلى اليابان وفيتنام وكوريا، فابتكر كل بلد نمطه الخاص. استخدمت اليابان عيدان خيزران في طقوس دينية، بينما جرّبت مناطق أخرى مواد مثل المرجان واليشم والنحاس. وارتبطت العيدان بأساطير، منها اعتقاد الصينيين بأن العيدان الفضية تُظهر وجود السم.

تُنتج مدينة أوباما اليابانية عيدان فاخرة مثل واكاسا نوري باشي المزيّنة بعناية. ورغم انتشارها، تحافظ العيدان على معانيها الثقافية، وتُنسب إليها فوائد صحية مثل تنشيط التركيز والذاكرة، لأنها تُحرّك عضلات متعددة في الجسم.

تحوّلت عيدان الطعام من أدوات بسيطة إلى رمز للمطبخ الآسيوي، وستبقى عنصراً أساسياً في تناول السوشي وغيره من الأطباق الشرقية.

تسنيم علياء

تسنيم علياء

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
أوزبكستان: رحلة عبر التاريخ والثقافة الساحرة لطريق الحرير
ADVERTISEMENT

تقع أوزبكستان في منتصف قارة آسيا، وتُعد من أبرز المواقع الثقافية على طريق الحرير القديم. تعكس البلاد تراكب حضارات متعددة، من الزرادشتية إلى الإسلام، فتظهر فيها طبقات التاريخ جنبًا إلى جنب مع ملامح العصر الحالي.

تزدهر مدن مثل سمرقند وبخارى وطشقند بأبنية وزقاق قديمة تعكس جمال العمارة الشرقية. تُلقب سمرقند

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

بـ"لؤلؤة طريق الحرير" وعاصمة العمارة، بينما تحتفظ بخارى بطابعها التراثي كمركز ثقافي بارز، أما طشقند فتجمع بين ملامح اليوم والموروث القديم، وتنتشر فيها أسواق شعبية وأعمال فنية تقليدية.

الحرف اليدوية جزء ثابت من الثقافة الأوزبكية، إذ تنتشر ورش التطريز والخزف وتصميم المجوهرات التقليدية في خيفا وسمرقند. تقام مهرجانات تعرض رقصات وموسيقى ومنتجات يدوية، فتتيح للزائر التفاعل مباشرة مع التراث المتداول.

المأكولات الأوزبكية تجربة أساسية لمحبي النكهات الشرقية. يشتهر المطبخ المحلي بأطباق مثل البلاف والشاشليك واللاغمان والسمبوسة، إلى جانب الشاي الأوزبكي الذي يُقدَّم مع حلويات محلية ضمن عادات الضيافة المتعارف عليها.

تتيح أوزبكستان برامج سياحية تركز على الجوانب الثقافية والتاريخية، من زيارة آثار سمرقند وبخارى إلى استكشاف قرى جبلية مثل خيفزاو، بالإضافة إلى رحلات في صحراء قرقيزستان. تمنح الرحلات صورة عن حياة البدو والعادات الريفية المتأصلة.

رحلة إلى أوزبكستان هي انتقال بين ماضٍ حيّ وحاضر يحتضن الأصالة. بمعالمها المعمارية، موروثها الثقافي، ومأكولاتها المتنوعة، تبقى أوزبكستان وجهة بارزة على طريق الحرير لمن يبحث عن الاكتشاف والتاريخ.

 داليا

داليا

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
صحراء الربع الخالي .. كنوز وأسرار وأساطير
ADVERTISEMENT

تُعد صحراء الربع الخالي واحدة من أكثر مناطق العالم غموضًا، وهي أكبر صحراء رملية متصلة، تقطعها حدود أربع دول عربية وتغطي قرابة ربع مساحة الجزيرة العربية. سُمّيت بالربع الخالي لأنها خالية من السكان، لكن رمالها تخفي ثروات وأسرارًا وأساطير لا تُحصى.

تشتهر الصحراء بكثبانها الرملية الضخمة التي يصل ارتفاعها أحيانًا

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

إلى عشرات الأمتار، وتمنحها التموجات الحمراء جمالًا فريدًا، إلى جانب ظاهرة صوتية غريبة تُعرف بـ"العزيف". يقول البعض إن الرياح تُحدث هذه الأصوات، بينما يرى آخرون أن الجن وراءها. لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى تفسير دقيق لهذه الظاهرة.

تحت الرمال توجد كنوز نفطية ضخمة، إذ تحتوي الربع الخالي على بعض من أكبر حقول النفط مثل حقل الغوار وحقل شيبة، اللذين يضخان ملايين البراميل يوميًا منذ أكثر من سبعة عقود. ولذلك يُطلق عليها البدو اسم "الربع الغالي".

رغم قساوة طبيعتها، ساعدت الأمطار الموسمية على تكوين بحيرات صغيرة جذبت الطيور والحيوانات البرية، مما أضفى منظرًا طبيعيًا نادرًا وسط البيئة الصحراوية. وتُعد هذه الظواهر من أهم العوامل التي تجذب السياح إلى الربع الخالي.

خلال عمليات الاستكشاف، وُجدت آثار تعود لقوم عاد، منها قلعة مثمنة الشكل وجدرانها يزيد ارتفاعها على 9 أمتار، بالإضافة إلى شظايا فخارية وقطع نقدية وأدلة على وجود حيوان فرس النهر، ما يشير إلى أن الربع الخالي كان في الماضي أرضًا خضراء تحوي أنهارًا وعيونًا.

ومن أشهر الأساطير حول صحراء الربع الخالي، قصة الجنية "حمدة" التي يقول البدو إنها تظهر في الطريق بين نجران وشرورة ليلاً، وتصدر أصواتًا مرعبة كقرع الطبول أو همهمة المحركات. يُروى أنها تُخفي قدميها اللتين تشبهان قدمي حمار تحت ثوب طويل. تبقى هذه القصة واحدة من أكثر الحكايات تداولًا في التراث الشعبي المحلي.

اسماعيل العلوي

اسماعيل العلوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT