إلى عشرات الأمتار، وتمنحها التموجات الحمراء جمالًا فريدًا، إلى جانب ظاهرة صوتية غريبة تُعرف بـ"العزيف". يقول البعض إن الرياح تُحدث هذه الأصوات، بينما يرى آخرون أن الجن وراءها. لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى تفسير دقيق لهذه الظاهرة.
تحت الرمال توجد كنوز نفطية ضخمة، إذ تحتوي الربع الخالي على بعض من أكبر حقول النفط مثل حقل الغوار وحقل شيبة، اللذين يضخان ملايين البراميل يوميًا منذ أكثر من سبعة عقود. ولذلك يُطلق عليها البدو اسم "الربع الغالي".
رغم قساوة طبيعتها، ساعدت الأمطار الموسمية على تكوين بحيرات صغيرة جذبت الطيور والحيوانات البرية، مما أضفى منظرًا طبيعيًا نادرًا وسط البيئة الصحراوية. وتُعد هذه الظواهر من أهم العوامل التي تجذب السياح إلى الربع الخالي.
خلال عمليات الاستكشاف، وُجدت آثار تعود لقوم عاد، منها قلعة مثمنة الشكل وجدرانها يزيد ارتفاعها على 9 أمتار، بالإضافة إلى شظايا فخارية وقطع نقدية وأدلة على وجود حيوان فرس النهر، ما يشير إلى أن الربع الخالي كان في الماضي أرضًا خضراء تحوي أنهارًا وعيونًا.
ومن أشهر الأساطير حول صحراء الربع الخالي، قصة الجنية "حمدة" التي يقول البدو إنها تظهر في الطريق بين نجران وشرورة ليلاً، وتصدر أصواتًا مرعبة كقرع الطبول أو همهمة المحركات. يُروى أنها تُخفي قدميها اللتين تشبهان قدمي حمار تحت ثوب طويل. تبقى هذه القصة واحدة من أكثر الحكايات تداولًا في التراث الشعبي المحلي.
اسماعيل العلوي
· 23/10/2025