التراث السومري إشارات متفرقة إلى عدد الأنوناكي، وتضاربت النصوص حول تحديد عددهم بدقة، فهناك إشارات إلى سبعة آلهة رئيسيين يُقررون مصير البشرية، وأخرى تشير إلى اثني عشر أنوناكيًا، بينما ذكرت قصيدة "إنكي والنظام العالميّ" أن الأنوناكي يغنّون تمجيدًا له. أدوارهم تراوحت بين حماية المدن، والحكم في العالم السفلي، والمشاركة في "مجمع الآلهة" لاتخاذ القرارات.
ارتبط الأنوناكي بالسماء في المعتقد السومري، حيث نُسبت لهم كواكب محددة مثل كوكب الزهرة لـ"إنانا"، والشمس لـ"أوتو"، والقمر لـ"نانّا". كذلك نُسبت لهم مناطق السماوات، فنُسب "آنو" للسماء الاستوائية، و"إنليل" للشمال، و"إنكي" للجنوب.
في التاريخ الديني لبلاد ما بين النهرين، جسد الناس آلهتهم عبر تماثيل تم الاهتمام برعايتها داخل المعابد، حيث كان الكهنة يخدمونها ويرتدونها ويقيمون لها طقوسًا يومية، بما في ذلك المواكب الدينية باستخدام العربات أو القوارب لنقل التماثيل، ويُعتقد أن مشاركة الأنوناكي في "مجمع الآلهة" كان له طابع تشريعي شبيه بالنظام في زمن أسرة أور الثالثة.
رغم مكانتهم في الأساطير، لم تُكتشف دلائل أثرية كافية تثبت وجود طائفة عبادة جماعية للأنوناكي، لكنهم بقوا بالنسبة لشعوب العراق رموزًا روحية قوية، تجسدت بالقوة الخارقة وأحيانًا بخصائص مهيبة مثل الميلام، وهي مادة غامضة ترمز للهيبة الإلهية.
ازداد اهتمام الباحثين الأوروبيين بالأنوناكي في الآونة الأخيرة، حيث نشر الكاتب التركي "شفق جوكتورك" كتابًا جادل فيه بأن الأنوناكي كانوا كائنات فضائية قدموا من كوكب "نيبيرو"، وذكر أدلّة من نصوص قديمة وآيات قرآنية وتوراتية لدعم فرضيته. كذلك دعم كتّاب غربيون مثل "زكريا سيتشن" و"إيريك فون دينيكن" نظرية أن الأنوناكي أصل التقدم العلمي الكبير في الحضارة الحديثة، مما أدخلهم ضمن نظريات المؤامرة، ولا تزال هذه النظريات تحظى باهتمام واسع ضمن أوساط دراسات الأنوناكي والميثولوجيا العراقية القديمة.