اجتماعيين، بينما هم في الحقيقة يفكرون بعمق، يلتقطون التفاصيل الدقيقة، وينظمون أعمالهم بإتقان، وهي مهارات لا غنى عنها في أي مكان عمل. يقول كارل يونج إن الانطواء يعني أن الشخص يلتفت إلى عالمه الداخلي بدل الانشغال المستمر بالخارج.
الانطوائية ترتبط بالإبداع أيضًا. يوضح عالم النفس جريجوري فيست أن عددًا كبيرًا من المبدعين في التاريخ كانوا انطوائيين، مثل ج.ك. رولينج، أينشتاين، وبيل جيتس. الوحدة التي يختارونها تساعدهم على إنتاج أفكار جديدة، وتُبرز حاجة المؤسسات إلى توفير أماكن هادئة للانطوائيين. هكذا يصبح التنوع النفسي عنصرًا لا يُمكن تجاهله إلى جانب التنوع الجندري والثقافي.
في مجال القيادة، أظهرت دراسة (جرانت وجينو وهوفمان، 2011) أن القادة الانطوائيين يحققون نتائج أعلى عندما يعملون مع موظفين يتخذون المبادرة، لأنهم يستمعون جيدًا، يتسمون بالتواضع، ولا يصرّون على السيطرة. كما وجد جيم كولينز أن من يُسمّيهم "قادة المستوى الخامس" غالبًا انطوائيون يجمعون بين الإرادة القوية والتواضع، فيصبحون جديرين بالمناصب العليا.
بيئة العمل تؤثر على أداء القادة؛ ينجح المنفتحون في أماكن متغيّرة مثل الجيش، بينما يزدهر الانطوائيون في أماكن ثابتة مثل المدارس، حيث تقل التنافسية ويُركّز الجميع على الدعم والتعلم.
في الجامعات، تُشير الأبحاث إلى أن صفات الانطواء، مثل التنظيم الذاتي والوعي، تُنبئ بنجاح واضح في الدراسة. يختار الانطوائيون عادةً تخصصات مثل العلوم الإنسانية والطبيعية، مما يُبرز أهمية فهم الشخصية عند اختيار المسار المهني.
تسعى المقالة إلى تسليط الضوء على قيمة القادة الانطوائيين في أماكن العمل، والتأكيد على ضرورة إدراج الشخصية ضمن أنواع التنوع المؤسسي. الانطوائيون يملكون طاقة كبيرة في مجال القيادة إذا وُفرت لهم البيئة التي تسمح لهم بالنمو.