عراف اليمامة ، المعروف برياح بن كحيلة، ويُقال في بعض المصادر رباح أو رياح، وهو مولى لبني يشكر. امتلك قريناً من الجن يخبره بالغيب، ويُعتقد أنه عالج الأمراض أيضاً. اشتهر بين العرب، وورد ذكره في الشعر العربي القديم.
أما حليس الخطاط الأسدي فاشتهر باستخدامه الخطوط للتكهن، إذ كان يرسمها ويقرأ منها المستقبل. استخدم خبرته ومهاراته لاختبار النتائج، ولذلك كان من أبرز عرّافي الجاهلية الذين طلب الناس مشورته لمعرفة الأمور الغامضة وتفسير الظواهر.
ومن أشهر الكهنة أيضاً شق وسطيح ، وقد ورثا الكهانة من الكاهنة طريفة، بطريقة غير اعتيادية، حيث نُفخ في فميهما قبل الرضاعة. كان مظهر كل منهما غريباً: شق نصف مكتمل وسطيح بلا عظام سوى الجمجمة. اشتهرا بتفسير الأحلام والنبوءات، ومنها رؤيا كسرى ملك الفرس عن بركان يحرق بلاده. أخبراه بحتمية غزو الحبشة لليمن، وتحققت نبوءتهما حين سحق الأحباش دولة الحميريين، لكنهم طُردوا لاحقاً على يد سيف بن ذي يزن.
كما عُرف أحد الكهنة في يثرب بأنه أنقذ عبد الله والد النبي محمد ﷺ من الذبح. فبعد أن نذر عبد المطلب ذبح أحد أولاده إن رزقه الله عشرة، وقعت القرعة على عبد الله، لكن الكاهن اقترح فدية من الإبل تُكرر القرعة عليها حتى تقع على الإبل. تكرر الأمر حتى بلغت المئة، فوقعت القرعة عليها، فنُحرت ونجا عبد الله.
تعكس تلك الشخصيات موقع الكاهن في الجاهلية كمرجع روحي واجتماعي، واعتماد العرب على الكهنة والعرافين لمعرفة المستقبل وتقديم المشورة.
إسلام المنشاوي
· 17/10/2025