تقع مدينة البتراء جنوب الأردن، وهي من أبرز المواقع الأثرية وإحدى عجائب الدنيا السبع الحديثة. أسسها الأنباط عام 312 قبل الميلاد، ونحتوا معابدهم ومساكنهم في الصخور الوردية. اكتشفها المستشرق السويسري يوهان لودفيج بيركاردت عام 1812، ومنذ ذلك الوقت أصبحت وجهة سياحية وتاريخية بارزة، وتكشف الاكتشافات الحديثة في المدينة القديمة عن حضارة غنية.
من أبرز الاكتشافات أوراق بردية عُثر عليها في الكنيسة البيزنطية عام 1993، تحتوي على أكثر من 140 وثيقة تعود لعائلة ثرية في المدينة. توثق الوثائق تفاصيل حياتية مثل الميراث والزواج والنزاعات القانونية، وتشير إلى ازدهار طبقة النخبة في تلك الفترة. كما عُثر على تماثيل رومانية للإلهين أفروديت وكيوبيد قرب المجمع الكنسي، تعود للقرن الثاني الميلادي، وتدل على التفاعل بين البتراء وثقافات البحر المتوسط.
قراءة مقترحة
في اكتشاف آخر، استخدمت سارة باركر من ناشيونال جيوغرافيك وكريستوفر تاتل طائرة دون طيار لتحليل صور جوية، فعثرا على نصب يبعد 800 متر جنوب المدينة. يتضمن النصب مبنى بمساحة 56 مترًا، يحتوي على مسرحين وأعمدة، يعود تاريخه إلى القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، وكان يُستخدم للاحتفالات العامة.
كشف تحليل الصور الجوية والفحص الأرضي عن آثار لمبانٍ لم تُكتشف بعد. عُثر على أحجار مستوردة من اليونان، وقطع فخارية تعود للعصور الرومانية والبيزنطية، ما يدل على نشاط تجاري مر عبر المدينة.
تحتضن البتراء آثارًا نبطية ورومانية وبيزنطية، وتُعد من أهم الوجهات السياحية في الأردن، حيث يزورها أكثر من نصف مليون شخص سنويًا. تشير دراسات إلى أن 85٪ من المدينة لم تُكشف بعد، مما يزيد من غموضها، ويجعل كل زيارة فرصة لرؤية جديدة في المدينة القديمة.

