سبتمبر 1985، وجد فريق أمريكي فرنسي بقيادة روبرت بالارد وجان لويس ميشيل حطام السفينة بواسطة الغواصة الروبوتية Argo على عمق نحو 4000 متر شمال المحيط الأطلسي. أظهرت الصور الغلايات ومقدمة السفينة التي بقيت بحالة جيدة نسبيًا، بينما تضررت المؤخرة بشدة. لوحظت أيضًا تكوينات صدئة ناتجة عن بكتيريا تأكل الحديد.
أظهرت دراسات لاحقة أن الضرر لم يكن تمزقًا واحدًا، بل سلسلة من الشقوق الصغيرة وفصل في الألواح، مما سمح بتدفق المياه وغرق السفينة. جُمعت قطع أثرية من الحطام، وساعدت في التوصل إلى فرضيات بأن ضعف الفولاذ أو المسامير ربما ساهم في الغرق.
تقع تيتانيك اليوم على عمق 12500 قدم، وتبعد نحو 370 ميلًا عن سواحل كندا. زارتها بعثات علمية وسياحية عديدة، وقدرت قيمة بعض القطع المستخرجة بملايين الدولارات، منها كمان قائد الفرقة والاس هارتلي، الذي بيع بمزاد مقابل نحو 1.7 مليون دولار.
من بين الأغراض الثمينة التي كانت على متنها نسخ نادرة من كتب مثل "الرباعيات" لعمر الخيام و"مقالات" لفرانسيس بيكون، ولوحات فنية، وسيارة رينو نادرة، ومجوهرات فاخرة، وقطعة من تيفاني، إلى جانب كمية كبيرة من البضائع وأكياس البريد.
تُعد قصة تيتانيك رمزًا للطموح البشري والمأساة، وألهمت عشرات الأعمال الفنية والسينمائية. كما أدت إلى تغييرات جذرية في قوانين السلامة البحرية، منها إنشاء دورية الجليد الدولية. لا يزال الحطام مصدرًا لفهم تاريخ السفينة وظروف غرقها، ويخلد ذكرى من كانوا على متنها.
عبد الله المقدسي
· 18/11/2025