الواضح بالتعب.
يرتبط التأجيل بعوامل نفسية متعددة، أبرزها القلق والرغبة في الهروب الذهني. أظهرت دراسات أن التوتر يزيد من ميل الإنسان إلى المماطلة، بما في ذلك مماطلة النوم. تأتي هذه العادة غالباً على حساب جودة النوم، فيؤثر سلباً في الصحة الجسدية والعقلية، ويزيد احتمال الإصابة بالقلق والاكتئاب وضعف المناعة وتقلبات المزاج.
تلعب الأجهزة الإلكترونية دوراً بارزاً في تعزيز هذا النمط، إذ يؤدي الانغماس في الترفيه الليلي إلى خلل في إيقاع النوم الطبيعي، فيتأخر موعد النوم وتنخفض جودته. لذلك، يُفيد وضع «حدود رقمية» مثل إبقاء الهاتف خارج غرفة النوم في تقليل آثار التأجيل قبل النوم.
من زاوية الإنتاجية، يؤدي الحرمان من النوم إلى تراجع الوظائف الذهنية الأساسية مثل التركيز واتخاذ القرار، فينسف مقولة «التضحية بالنوم تعني زيادة الإنتاجية». إعطاء الأولوية للنوم يدعم الكفاءة الذهنية ويعزز الصحة العامة.
أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة «اليقظة الذهنية» تخفف من التأجيل الانتقامي عبر تقليل الملل والتحكم في السلوكيات الانفعالية. لاحظ الباحثون أن من يمتلكون وعياً لحظياً أعلى يحصلون على نوم أفضل.
لتحسين النوم يُستحسن إعداد غرفة خالية من الشاشات، وتحديد وقت نوم ثابت، وتطبيق روتين استرخاء يتضمن التأمل أو تمارين التنفس. يمنح التأجيل الانتقامي إحساساً عابراً بالسيطرة، لكن أضراره المزمنة تستدعي تغييراً جاداً، وجعل النوم عنصراً أساسياً في نمط الحياة الصحي.
فاروق العزام
· 20/10/2025