السامية "ادجلان"، وهذا يدل على معانٍ لغوية متقاربة تدور حول تغطية الأرض بالمياه.
يجري نهر دجلة في أراضي ثلاث دول: تركيا، سوريا، والعراق، ويمر بمدن كبرى مثل الموصل وبغداد والكوت والعمارة. ورغم بناء سدود عديدة على مجراه، مثل سد دوكان وسد الموصل وسد دهوك، لا تزال مشاريع جديدة تُنجز، أبرزها مشروع جنوب شرق الأناضول التركي، الذي يخفض منسوب المياه ويزيد من احتمال الجفاف في العراق، بسبب قلة الأمطار وتغير المناخ.
شهد نهر دجلة نشوء أبرز الحضارات، من السومرية إلى البابلية والآشورية، ومر بتحولات كبيرة بعد الفتح الإسلامي، منها نقل عاصمة الخلافة إلى الكوفة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
لم يُعفَ دجلة من الكوارث التاريخية، أبرزها الهجوم المغولي على بغداد، حيث أُحرقت مكتبة بيت الحكمة وغرقت آلاف الكتب والمخطوطات الثمينة في مياهه، حتى تغير لون الماء بسبب الدم والحبر.
في السنوات الأخيرة، أدى تراجع منسوب المياه بسبب السدود وتغير المناخ إلى ظهور آثار تاريخية كبيرة، من أبرزها مدينة "زاخيكو" التابعة لحضارة الميتانيين، والتي كانت مغمورة تحت المياه لأكثر من 3400 سنة، مما كشف عن كنوز أثرية نادرة وجذب اهتمام بعثات أثرية عالمية.
رغم التحديات البيئية والسياسية والاقتصادية، يبقى نهر دجلة رمزًا للحضارة والخصب والازدهار، ويحمل في مجراه تاريخًا غنيًا ومكانة فريدة بين أنهار الشرق الأوسط.
إسلام المنشاوي
· 14/10/2025