9.5 سم وعرضه 2.5 سم، يحتوي على مسمار حديدي صدئ ومختوم من الأعلى بالقير. تشير المواصفات إلى احتمال استخدامها كأداة كهربائية بدائية، ما دفع البعض إلى تسميتها "بطارية بغداد".
اقترحت عدة نظريات لتفسير وظيفتها. يرى فيلهلم كونيج، الباحث في المتحف الوطني العراقي، أنها استُخدمت لطلاء المعادن بالكهرباء - تقنية لم تُعثر على آثارها في تلك الفترة. القطع المطلية آنذاك كانت تعتمد على التذهيب بالنار، الذي يترك آثارًا من الزئبق، بخلاف التذهيب الكهربائي.
نظريات أخرى تقول إنها كانت تُستخدم في الشعائر الدينية، تُوصل إلى تمثال، وعند لمسه، يشعر المُصلي بصدمة كهربائية تُوهمه بقوة إلهية. فرضية إضافية تشير إلى استخدامها في العلاج، مثل الصدمات الكهربائية لتخفيف الألم، بطريقة تشبه الوخز بالإبر الكهربائية.
لكن النظرية المثيرة للجدل لا تخلو من الشكوك، إذ تفتقر الجرة إلى تصميم بطارية متكامل. القير يغلق الأنبوب النحاسي ويعيق تغيير المحلول الكهربائي، ولا يوجد طرفان للتيار الكهربائي كما هو معروف علميًا.
علاوة على ذلك، وُجدت أجزاء من ورق البردي داخل أنابيب نحاسية مشابهة، ما يعزز احتمال استخدامها لتخزين الوثائق. ذلك دفع بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأنها ليست بطارية، بل أنابيب لحفظ المحفوظات.
رغم الخلاف العلمي الكبير، تبقى "بطارية بغداد" من أبرز كنوز العراق الأثرية، ومعلمًا يدعو للتأمل في عبقرية الحضارات القديمة ومساهمتها المبكرة في مجالات تبدو علمية وحديثة.
إسلام المنشاوي
· 18/11/2025