بطارية بغداد التاريخية .. حقيقة أم من وحي الخيال؟
ADVERTISEMENT

العلم دعامة تطور البشرية. من بين الإنجازات القديمة الغامضة، تبرز "بطارية بغداد التاريخية"، وهي جرة طينية اكتُشفت في ثلاثينيات القرن الماضي قرب بغداد، ويُرجّح أنها تعود إلى فترة الساسانيين أو البارثيين قبل أكثر من 2000 عام.

الجرة من طين مفخور، يبلغ ارتفاعها نحو 14 سم، وبداخلها أنبوب نحاسي رفيع طوله

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

9.5 سم وعرضه 2.5 سم، يحتوي على مسمار حديدي صدئ ومختوم من الأعلى بالقير. تشير المواصفات إلى احتمال استخدامها كأداة كهربائية بدائية، ما دفع البعض إلى تسميتها "بطارية بغداد".

اقترحت عدة نظريات لتفسير وظيفتها. يرى فيلهلم كونيج، الباحث في المتحف الوطني العراقي، أنها استُخدمت لطلاء المعادن بالكهرباء - تقنية لم تُعثر على آثارها في تلك الفترة. القطع المطلية آنذاك كانت تعتمد على التذهيب بالنار، الذي يترك آثارًا من الزئبق، بخلاف التذهيب الكهربائي.

نظريات أخرى تقول إنها كانت تُستخدم في الشعائر الدينية، تُوصل إلى تمثال، وعند لمسه، يشعر المُصلي بصدمة كهربائية تُوهمه بقوة إلهية. فرضية إضافية تشير إلى استخدامها في العلاج، مثل الصدمات الكهربائية لتخفيف الألم، بطريقة تشبه الوخز بالإبر الكهربائية.

لكن النظرية المثيرة للجدل لا تخلو من الشكوك، إذ تفتقر الجرة إلى تصميم بطارية متكامل. القير يغلق الأنبوب النحاسي ويعيق تغيير المحلول الكهربائي، ولا يوجد طرفان للتيار الكهربائي كما هو معروف علميًا.

علاوة على ذلك، وُجدت أجزاء من ورق البردي داخل أنابيب نحاسية مشابهة، ما يعزز احتمال استخدامها لتخزين الوثائق. ذلك دفع بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأنها ليست بطارية، بل أنابيب لحفظ المحفوظات.

رغم الخلاف العلمي الكبير، تبقى "بطارية بغداد" من أبرز كنوز العراق الأثرية، ومعلمًا يدعو للتأمل في عبقرية الحضارات القديمة ومساهمتها المبكرة في مجالات تبدو علمية وحديثة.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

18/11/2025

ADVERTISEMENT
رحلة إلى جربة: جزيرة الأحلام التونسية
ADVERTISEMENT

تقع جزيرة جربة جنوب تونس وتُعرف بلقب «جزيرة الأحلام» بسبب شواطئها الجميلة ومياهها الزاهية وتراثها الثقافي الكبير. تبلغ مساحتها أكثر من 500 كيلومتر مربع، فهي أكبر جزر شمال إفريقيا. مرّ عليها عبر العصور الفينيقيون ثم الرومان ثم العرب، فتركت كل مجموعة آثارها التي تزيد الجزيرة جذباً.

المناخ معتدل على مدار

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

السنة، فيسع السفر إليها في الشتاء والصيف على حد سواء. أبرز المعالم: المدينة القديمة «حومة السوق» حيث تباع البضائع التقليدية وتُصنع الفخاريات والأثواب اليدوية. يوجد أيضاً كنيس الغريبة، من أقدم الكنس اليهودية، يحتشد له الزائرون سنوياً خلال موسم ديني خاص.

شاطئ سيدي محرز أشهر شواطئ الجزيرة، يصلح للاسترخاء وللسباحة والرياضات البحرية. متحف قلالة يعرض أدوات وحكايات المكان. أما جزيرة رأس الرمل فتمنح عشاق الطبيعة فرصة مشاهدة طيور النحام الوردي ومناظر الساحل المفتوحة.

تناسب الجزيرة هواة الترفيه: غوص وركوب أمواج وجولات صحراوية على الجمال أو بسيارات الدفع الرباعي. تتوفر حمامات تقليدية، ويمكن ركوب الخيل أو الدراجات لاستكشاف الطرق الداخلية.

في الطهي، تقدّم جربة الكسكسي والبريك والملوخية، أطباق تونسية أصيلة تعكس تنوع ثقافتها. تشغل ورش محلية عرض الحرف، فيختبر الزائر صناعة السلال أو الخزف بيده.

تنتشر أماكن الإقامة بأسعار مختلفة: فنادق فاخرة مثل راديسون بلو وبيوت ضيافة تقليدية مثل دار هنّا. الربيع والخريف أفضل وقت للزيارة، وتؤجر سيارات بسهولة لطواف شامل بالجزيرة.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT
الفجوة بين الجنسين في النمو: فهم سبب نمو الرجال ضعف نمو النساء خلال القرن الماضي
ADVERTISEMENT

في القرن العشرين، تقدّمت صحة البشر كثيراً؛ فمتوسط العمر ارتفع من 34 سنة سنة 1900 إلى فوق 72 سنة سنة 2020 بفضل الطب الأفضل والغذاء الأوفى والصرف الصحي. لم تكن المكاسب متشابهة في كل بلد أو بين الجنسين، فظهرت فروق واضحة في الطول والوزن.

الغذاء الجيد والظروف الاجتماعية المريحة زادتا

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الطول والوزن معاً؛ فكلما ارتفع الدخل وتوفرت رعاية صحية وتعليم، نما الأطفال أكثر، خصوصاً في أوروبا الغربية. بينما انحسرت الزيادة في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء بسبب الفقر والحروب. الطول يكشف مستوى المعيشة والصحة، أما الوزن فيكشف نمط الحياة والتغذية.

في المئة سنة الماضية، زاد طول الرجال في العالم 11 سم تقريباً، وزاد طول النساء 5.9 سم، حسب تقديرات منظمة التعاون بشأن عوامل خطر الأمراض غير المعدية. الفجوة بين الجنسين تعود إلى عوامل بيولوجية وبيئية وثقافية؛ من تحسن التغذية إلى تأخر البلوغ عند الذكور، إضافة لتفضيل اجتماعي قديم للأبناء في بعض المجتمعات.

أما الوزن، فسارت معدلاته متقاربة بين الجنسين، رغم أن سمنة النساء تظل أعلى في بعض الدول النامية بسبب الفوارق الاقتصادية والاجتماعية. منذ 1975، تضاعف الوزن بسرعة؛ إذ يعاني اليوم أكثر من 1.9 مليار بالغ من زيادة الوزن و650 مليون من السمنة، نتيجة التحول الغذائي واندثار الأنظمة الغذائية التقليدية.

الإحصاءات تبيّن أن الطول الأعلى يرافق صحة أفضل؛ تقل أمراض القلب ويتحسن التفكير والدخل، بينما ترافق السمنة أمراض مزمنة خطيرة. يُتوقع أن تصيب السمنة أكثر من نصف سكان الكوكب سنة 2035.

وصلت زيادات الطول إلى أقصاها في الدول الغنية، لكن أفريقيا وجنوب شرق آسيا ما زال فيها مجال للنمو. السمنة، مع ذلك، هي التحدي الصحي الكبير القادم، ما يجعل إدارة التغذية وتحقيق العدالة الصحية مطلباً عاجلاً لعالم أكثر توازناً.

جمال المصري

جمال المصري

·

20/11/2025

ADVERTISEMENT