أُنشئت باكستان لتكون وطناً للمسلمين في شبه القارة الهندية يعكس قيمهم وهويتهم. ظهر اسم "باكستان" لأول مرة في أوائل القرن العشرين، في وقت شعر فيه المسلمون بالتهميش خلال الحكم الاستعماري البريطاني. تأسست رابطة مسلمي عموم الهند عام 1906، وصارت الممثل السياسي الأبرز للمسلمين، ودعت إلى حمايتهم من الهيمنة الهندوسية، مما مهّد لفكرة إقامة دولة إسلامية مستقلة.
اقترح شودري رحمت علي، المفكر الباكستاني البارز، اسم "باكستان" في كتيبه الشهير عام 1933 بعنوان "الآن أو أبداً". عبّر فيه عن رؤيته لوطن إسلامي للمسلمين الهنود، ويُقال إنه كتب الاسم في منزله بكامبريدج. عرض أسماء أخرى، لكنه استقر على "باكستان"، الذي لاقى قبولاً في الأوساط الإسلامية آنذاك.
قراءة مقترحة
اسم "باكستان" يحمل دلالات رمزية وأيديولوجية؛ فهو مأخوذ من "باك" بمعنى الطاهر، و"ستان" بمعنى الأرض، ليعني "أرض الطُهر". كما يُعدّ الاسم اختصاراً للمناطق التي تألفت منها الدولة الجديدة: البنجاب، أفغانيا (الإقليم الحدودي الشمالي الغربي)، كشمير، السند، وبلوشستان. هذا التركيب يعكس تنوع المناطق ووحدتها الإقليمية والثقافية في الأمة المقترحة.
صيغت المطالب الرسمية بإقامة دولة إسلامية مستقلة في "قرار لاهور" عام 1940، الذي تبنته رابطة مسلمي عموم الهند، ودعا إلى إنشاء دول مستقلة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة في شمال غرب الهند وشرقها. ومع استقلال الهند عام 1947، تأسست باكستان كدولة جديدة ضمت البنجاب، السند، بلوشستان، الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، والبنغال الشرقية (التي صارت بنغلاديش لاحقاً).
شعر شودري رحمت علي بخيبة أمل بعد قيام الدولة، إذ رأى أنها لا تتوافق مع رؤيته الأصلية لدولة أوسع وأشمل. وبعد عودته إلى باكستان عام 1948، تم ترحيله ومصادرة ممتلكاته، فعاد إلى إنكلترا وتوفي هناك عام 1951. وبقي اسم "باكستان" رمزاً لتطلعات أمة سعت إلى الحرية والعدالة تحت قيم إسلامية تجمع مكوناتها.

