عادات فعالة لمحاربة الاكتئاب لن تتوقعها!
ADVERTISEMENT

الاكتئاب، ذلك الضيف الثقيل ذو الأوجه المتعددة، يظهر أحيانًا كظل خفيف، وأحيانًا كثقل يخنق الصدر. لا يأتي مرة واحدة فقط، بل يعود مرارًا، وغالبًا ما يصطحب الأرق معه، فيزيد الشعور بالوحدة والخوف ويضيف تعقيدًا إلى الحياة. لكن تبني عادات يومية بسيطة وثابتة يساعد في مواجهة هذا الألم وتحسين الحالة النفسية.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

من أهم تلك العادات التحرك اليومي . الرياضة لا تقوي الجسم فحسب، بل ترفع المزاج وتقلل التوتر. الجري، مثلًا، يعمل كتأمل حركي، يصفّي الذهن ويطرد الأفكار السلبية، ويصبح بذلك وسيلة فعالة لمواجهة الاكتئاب.

أما التواصل مع الآخرين ، فهو خطوة أساسية في الطريق نحو الشفاء. وجود أصدقاء أو عائلة يقدمون الدعم يمنح إحساسًا بالأمان والأمل، ويجعل مواجهة الصعوبات أقل وطأة، ويترك أثرًا إيجابيًا داخليًا.

ومن العادات المفيدة أيضًا تحديد أهداف واضحة . السير نحو هدف معين يعيد الثقة بالنفس ويمنح إحساسًا بالإنجاز، سواء كان ذلك بالتخرج، الحصول على ترقية، أو تحقيق حلم شخصي. تخيل النتائج الإيجابية يعزز التفاؤل ويدفع للاستمرار.

كذلك، ممارسة الهوايات تساعد على تخطي الحزن. الانشغال بنشاط ممتع، مثل القراءة أو العزف أو الرسم، يشغل الذهن بما هو مفيد ويجدد الطاقة العاطفية.

التغذية الجيدة تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية. تناول الفواكه، الخضروات، والبروتينات بانتظام يساهم في تحسين المزاج واستعادة النشاط. اختيار أطعمة صحية ومفضلة يساعد الجسم والعقل على التعافي معًا.

وأخيرًا، التأمل والاسترخاء يُعدان من أسس الراحة النفسية. تمارين التنفس العميق، اليوغا، والانتباه للحظة الحاضرة تمنح الذهن هدوءًا داخليًا. ممارسة هذه التقنيات يوميًا تعزز الاتزان وتمنح شعورًا بالاستقرار وسط ضغوط الحياة.

نوران الصادق

نوران الصادق

·

20/10/2025

ADVERTISEMENT
رقصة الهاكا وما تبقى من شعب الماوري
ADVERTISEMENT

لفتت رقصة "الهاكا" أنظار العالم قبل سنوات عبر مقطع فيديو يُظهر قبيلة تؤدي رقصة قتالية خاصة، تعود لشعب الماوري، السكان الأصليين لنيوزيلندا. تتضمن الرقصة حركات عنيفة، وضرب الأرض بالأقدام، وتغيير ملامح الوجه، وتُستخدم للتعبير عن القوة والشجاعة، وكانت تُؤدى قبل المعارك لإخافة الخصوم.

شعب الماوري قدم من بولينيزيا ويُقدّر عددهم

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

اليوم بنحو 600 ألف نسمة. رغم أنهم يشكلون نحو 15 % من سكان نيوزيلندا، يحتفظون بهويتهم الثقافية ومنها عاداتهم وطقوسهم. من أبرز ملامحهم الجسدية وشم "تاموكو"، وهو خطوط حلزونية محفورة على الوجه بإزميل، تترك ندوبًا دائمة تدل على الشجاعة والمكانة. استلهم مشاهير عالميون من هذا الفن مثل الملاكم "مايك تايسون" والممثل "ذا روك".

يُعتقد أن اسم "ماوري" مأخوذ من إحدى آلهتهم حسب أسطورتهم عن الخلق والموت، وتُلاحظ تقارب بين تقاليدهم وتقاليد الهنود الحمر، بل وحتى مع بعض العادات العربية. يُعرفون بعزة النفس، ويُسلّمون عبر ملامسة الأنوف، كما أن النساء لا يتزوجن سوى من رجال الماوري. من عاداتهم دفن الموتى مرتين؛ مرة عند الوفاة، ثم يُعاد دفنهم بعد طقوس خاصة بعد عام.

رقصة الهاكا لا تُقتصر على المواقف القتالية، بل تُؤدى في الأفراح والجنازات واستقبال الضيوف، وتُعد رمزًا للترابط المجتمعي. تُعد رقصة منتخب الرجبي النيوزيلندي قبل المباريات أبرز وسيلة لتعريف العالم بهذه الرقصة منذ عام 1905. أداها السكان أمام مسجد النور تضامنًا مع المسلمين بعد الهجوم الإرهابي، وعكس ذلك الوحدة والاحترام في المجتمع النيوزيلندي.

وأثناء أداء "الهاكا"، يُطلق المؤدون صيحات تعبيرية. يقول القائد: "أنا أموت، أنا أموت"، ويرد الفريق: "أنا أعيش، أنا أعيش"، ثم يصيح الجميع: "هذا الرجل المشعر... الشمس تضيء! انهض!"، وهي كلمات تعكس فلسفة الحياة والموت لدى شعب الماوري، مغلفة بإيقاع جسدي وموسيقي مذهل.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
مكتبة بابل المفقودة
ADVERTISEMENT

قبل الميلاد بقرون، ازدهرت الحياة العلمية في الشرق، وظهرت مكتبات ضخمة: الإسكندرية، غرناطة، الزهراء، وبابل المفقودة، أو مكتبة آشور بانيبال التي دمرها المغول لاحقًا.

عندما دمرت نينوى سنة 611 ق.م وسقطت الإمبراطورية الآشورية، دفنت المكتبة تحت الأنقاض والنار. الألواح الطينية تضررت لكنها لم تتحلل. دفنها الحجارة والتراب حفظها جزئيًا، وصعوبة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الوصول إليها جعلت الغزاة يتجاهلونها.

في القرن التاسع عشر، بدأ علماء الآثار بكشفها. عثر على الألواح في تل قوينجق (نينوى القديمة) منذ 1849م بفضل عالم الآثار البريطاني أوستن هنري لايارد، خصوصًا في قصر سنحاريب. احتوت المكتنة ألواح طينية نقشت عليها نصوص أدبية، تاريخية، مراسلات، عقود، دينية، علمية، طبية.

أرسل آشور بانيبال كتّابه إلى أنحاء بلاد الرافدين لجمع النصوص السومرية والأكدية، ثم ترجمها وصنّفها. خزّن الألواح في قصر سنحاريب، والباقي في قصره الخاص.

ضمت المكتبة حوليات ملوك آشور منذ 1300 ق.م، تشريعات، نصوص فلكية وطبية، أساطير، ترانيم دينية، أدب، ملاحم، معاجم، قوائم علامات.

اهتم آشور بانيبال بجمع المعرفة القديمة، ودراستها وتعليمها. دوّن عن نفسه أنه تعلّم حكمة نابو، أتقن اللغات والمهارات الملكية والعسكرية، وقرأ النصوص الغامضة السابقة للطوفان.

رغم التخريب، بقيت ألواح الطين المحروق شاهدة على جزء من التراث البابلي الآشوري، لتظل مكتبة بابل المفقودة أول محاولة موثقة لتنظيم المعرفة في التاريخ الإنساني.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

19/11/2025

ADVERTISEMENT