يصف "ماء برهوت بأنه من شرّ مياه الأرض"، ويُروى أن أرواح الكافرين والمنافقين تسكنها، فصارت موضع رعب يتناقله الأبناء عن الآباء.
تروي كتب القدماء أن ملكاً من حمير أمر بحفر البئر ليكون سجناً للجن. كلمة "برهوت" في الحميرية القديمة تعني "أرض الجن"، ما يعزِّر الرواية. يزعم آخرون أن الملك خبأ فيها كنوزه، ولما مات جعل أتباعه من الجن يحرسونها.
يختلف الناس في تحديد موقع البئر بالضبط؛ بعضهم يضعها في وادي حضرموت، وبعضهم يشير إلى محافظة المهرة أو موقع ثالث، فيزداد الغموض. مع ذلك، يعرف السكان المحليون مكانها من تراث آبائهم الذي يحمل الخوف جيلاً بعد جيل.
تشير الدراسات إلى أن فتحة البئر أوسع من 30 متراً وعمقها فوق 100 متر، بينما قاعها أوسع من الفتحة العلوية. حوافها مغطاة بطحالب سميكة وحجر جيري، والعفن والرائحة ناتجان عن تحلل جثث طيور وحيوانات سقطت فيها.
يحيط بالبئر قصص تفيد أن من يدخلها لا يخرج سليماً، وإن خرج فقد أطرافاً ومات لاحقاً. يصعب تصوير قاعها أو رؤيته إلا حين تتعامد الشمس على الفوهة، لأن المعدات التقنية تفشل داخلها بسبب تغير الضغط.
رغم الخوف والغموض، صارت بئر برهوت مقصداً سياحياً يثير فضول الزوار. تتباين الروايات، لكن العنوان الأبرز يبقى الغموض في هذا المكان الذي يحتفظ به التاريخ اليمني الشعبي والديني.
إسلام المنشاوي
· 20/11/2025