الدولي الحالي.
بدأت حقبة غزو الفضاء بإطلاق سبوتنيك 1 عام 1957، ثم تبعته أول رحلة بشرية إلى الفضاء على يد يوري جاجارين عام 1961، وبلغت ذروتها بهبوط أبولو 11 على القمر عام 1969. السباق كان مدفوعاً بالطموح الجيوسياسي والتقدم التكنولوجي والرغبة في استكشاف المجهول.
مع تعقّد المهام الفضائية، تطورت عمليات الإقامة في الفضاء والتعامل مع بيئة انعدام الجاذبية. ساهمت برامج مثل أبولو وجيميني وسكاي لاب في تطوير التكنولوجيا المطلوبة للمهام الطويلة خارج الأرض.
رغم أن استكشاف الفضاء بدأ ضمن منافسة شرسة، برز التعاون الدولي كعامل حاسم مع مشروع اختبار أبولو-سويوز عام 1975، واستمر في محطة الفضاء الدولية، التي أصبحت رمزاً للتعاون بين وكالات الفضاء الكبرى مثل ناسا، وروسكوسموس، ووكالة الفضاء الأوروبية.
تطور الخروج إلى الفضاء تدرج من مهمات قصيرة ومقيدة، مثل ما أنجزه أليكسي ليونوف في 1965، إلى مهمات أكثر تعقيداً بفضل تقدم أنظمة دعم الحياة والمعدات. لكن القفزة التقنية الحقيقية حدثت عام 1984 عندما أتم بروس ماكاندليس وروبرت ستيوارت أول خروج من المركبة دون حبل رابط بالاستعانة بوحدة المناورة المأهولة (MMU)، حيث ابتعد ماكاندليس لأكثر من 300 قدم عن مركبة تشالنجر في الفضاء الطلق.
أثبت الإنجاز قدرة البشر على التحرك بحرية في الفضاء، ما فتح آفاقاً جديدة لمهام الإصلاح والبناء خارج المركبات الفضائية. رغم أن وحدة MMU استُخدمت مرات محدودة، إلا أنها ألهمت تطوير تقنيات حديثة لاستكشاف الفضاء.
يُعد الخروج من المركبة دون حبل رابط رمزاً لشجاعة الإنسان وإبداعه، ويمثل محطة رئيسية في تاريخ استكشاف الفضاء، حيث تستمر دروسه في تشكيل مستقبل البعثات الفضائية المُأهلة.