أسرار كينيا: بين السفاري والشواطئ
ADVERTISEMENT

كينيا، بلد تجمع فيه الغابة بالبحر، تبدأ رحلتك بسيارة تتجول في السفاري وتنتهي بقدميك في ماء البحر الأزرق. في منتصف السهول، ترى الأسود والفيلة أمامك مباشرة، دون حاجة إلى عدسات مقربة. الحيوانات تسير بجانب السيارة، والمرشد يشرح اسم كل غزال و every طائر.

الحكومة لا ترى المحميات مجرد «منتزهات»، بل

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تراقبها كما تراقب المدارس. تُنظم دوريات يومية، وتُعطي سكان القرى نصيبًا من أرباح التذاكر مقابل أن يوقفوا الصيد العشوائي. السياح يدفعون ثمن الغرفة، فتذهب نسبة منه لشراء أعلاف للحيوانات ولتعليم أولاد المنطقة.

عندما تصل إلى الشاطئ، تجد رملًا أبيض ناعم يدخل بين أصابعك، والماء فيه درجة حرارة الغرفة. الصيادون يخرجون بالقارب فجرًا ويعودون قبل الظهر، ويبيعون السمك أمامك مباشرة. امرأة عجوز تشوي لك «سمك تيلابيا» على الفحم، وتروي لك كيف بنى جدها القارب من خشب المانغروف. بائعو الخوص يصنعون لك سلة على شكل سفينة في عشر دقائق، ويعطونك إياها بثمن رخيص لأن «البحر علّمهم الكرم».

إذا أردت حركة، تلبس نظارة الغوص وتنزل ثلاثة أمتار فتجد مرجانًا أحمر وسمكة «نيمو» تسبح بين يديك. أو تأخذ لوحًا خشبيًا وتجرب الوقوف على الموج قبل الغروب بساعة. القارب يخرج بك في السابعة صباحًا، والدلافين تركض بجانبه كأنها تتحدى سرعته. بعد يومين في الغابة ويومين في البحر، تشعر أنك أخذت عطلة اثنين في عطلة واحدة.

السياحة هنا لا تعني «أرسل نقودًا وارحل»، بل «ادفع ثمن الغداء فتتعلم فتية القرية كيف يطبخون بدون كهرباء». كل فندق صغير يوظف عشرة شباب من القرية المجاورة، ويشتخض الخضار من حقل الجار. الطريق إلى المحمية تم تزفيته من ضرائب التذاكر، والمدرسة الجديدة بنيت من نسبة 5٪ على كل سرير. النتيجة: الغابة بقيت قائمة، والناس لم يهاجروا إلى المدينة.

إذا أردت صخب الغابة، اصعد إلى السيارة المكشوفة. إذا أردت صوت الموج، اخلع حذاءك وامشِ على الرمل. في كينيا لا تختار بين المغامرة والهدوء، تأخذ الاثنين في نفس اليوم. عندما تعود إلى بلدك، ستجد صورة الأسد وصورة الغروب في نفس الألبوم، وستتذكر أنك جلست على العشب ثم غسلت قدميك في المحيط قبل العشاء.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT
اكتشف جمال بابوا غينيا الجديدة: جوهرة خفية في المحيط الهادئ
ADVERTISEMENT

تقع بابوا غينيا الجديدة في جنوب المحيط الهادئ وتُعد من أبرز الوجهات السياحية عالميًا. تتميز بطبيعتها الخلابة وتنوعها الجغرافي، بالإضافة إلى ثقافات محلية أصيلة.

تغطي الغابات المطيرة مساحات كبيرة من الجزيرة، وهي واحدة من أكثر النظم البيئية تنوعًا في العالم. تُعرف بكثافتها وغناها بالحياة البرية والنباتية، ويشعر الزوار عند دخولها

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

وكأنهم عادوا بالزمن إلى الوراء. تحافظ هذه الغابات على جانبها البكر، وتوفر تجربة ساحرة وتأملية للزائرين.

أما شعب الآيتا ، فيمثّل أحد أعرق المجتمعات التقليدية في بابوا غينيا الجديدة. يعيش في مناطق جبلية نائية، ويتميز بتقاليده الراسخة وحرصه على الروابط الاجتماعية. تُظهر ثقافتهم في الموسيقى، الرقص، والملابس التقليدية ألوانًا غنية ورموزًا تعكس التاريخ والهوية. كما يحتفظون بنظام قيادة قبلي يؤكد على الترابط الجماعي.

تُصنّف شواطئ بابوا غينيا الجديدة من الأجمل عالميًا بفضل الرمال البيضاء والمياه الزرقاء الصافية. توفر الشواطئ تجربة استرخاء مثالية، إلى جانب أنشطة مثل الغوص والسباحة وركوب القوارب والكاياك. وتُعد شعابها المرجانية وبيئتها البحرية موطنًا غنيًا لمحبي المغامرة الطبيعية.

تحتضن قرية جوبار رسومات جدارية قديمة تعود لقرون، وتشكل إرثًا حضاريًا نادرًا. تقدم هذه الأعمال الفنية لمحات عن حياة الشعوب القديمة وطقوسهم عبر رسومات رمزية وألوان زاهية. وتحمل هذه الجداريات ألغازًا لم تُفسر كليًا حتى اليوم، مما يمنح الزوار تجربة تأملية فريدة في حضارة منسية.

تُعد جبال تافور مقصدًا مميزًا لعشاق المغامرة، حيث تقدم مناظر خلابة تمتد من الغابات إلى الشلالات. تُتيح الجبال أنشطة متنوعة مثل ركوب الدراجات الجبلية وتسلق الصخور، وتُعد تجربة تسلقها تحديًا حقيقيًا يكافئ الزائر بإطلالات مذهلة وتجربة لا تُنسى.

بهذا، تعكس بابوا غينيا الجديدة التقاء الجمال الطبيعي بالتراث الثقافي، وتظل واحدة من أبرز الوجهات السياحية السحرية في المحيط الهادئ.

احمد الغواجة

احمد الغواجة

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
اكتشاف ولاية تلمسان، الجزائر: جوهرة تاريخية وسياحية في شمال أفريقيا
ADVERTISEMENT

تلمسان تقع في أقصى شمال غرب الجزائر. تشتهر بجبالها الخضراء، بساتين الزيتون، وأدراجها الحجرية القديمة. عاصمتها تُسمى “مدينة الأولياء” لأنها تحتضن أضرحة أولياء كثيرين، وبنيانها القديم يجاور الجبال ويتغذى من مطر الشتاء المتوسطي.

ظلت تلمسان عاصمة دولة الزيانيين قروناً، فجمعت بين تدريس الفقه، صناعة القماش، وتصدير الزيت نحو أوروبا. مرّت

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الجزائر عبر تاريخها الطويل بمرحلة الرومان، العثمانيين، ثم الاحتلال الفرنسي الذي انتهى عام 1962 بعد حرب خلفت أكثر من مليون ونصف مليون قتيل.

الجزائر تُعدّ أكبر دولة إفريقية. تبدأ أراضيها بالرمال الذهبية في الجنوب وتنتهي بشواطئ البحر الأبيض المتوسط في الشمال. يعيش فيها اليوم أكثر من خمسة وأربعين مليون إنسان، بينما يقطن ولاية تلمسان مليون وثلاثمئة ألف نسمة. الاقتصاد الوطني يعتمد على بيع النفط والغاز، لكن نسبة عالية من الشباب بلا عمل. في المقابل، تنتج تلمسان الحبوب، الحمضيات، الزيتون، وتصدر قماش “الحايك”، والفخار المزخرف، وتستقبل آلاف السياح سنوياً.

السياحة في الجزائر تشمل آثار رومانية كتيمقاد، مساجد قرطبة في الجزائر العاصمة، شواطئ وهران، وكثبان جانت الوردية. تلمسان تضيف لذلك قصر المشور الذي بناه الزيانييون، مسجدها الكبير بقبابه الثلاث، زاوية سيدي بومدين التي لا تزال تحتضن دروس الذكر، وآثار مدينة المنصورة المدمرة. داخل منتزه تلمسان الوطني تسقط شلالات المكانسة من علوّ مئة متر، وتفتح كهوف بني سنوسي أبوابها للمشي وسط الصخور.

كل ربيع يحتضن المدينة مهرجان الموسيقى الأندلسية حيث تُعزف الطربة والعود، وأيام التصوف حيث يُرَوّج للزوايا وكتب ابن عربي. التلفريك ينقل الزائرين إلى هضبة لالة ستي التي تُطل على البياض القديم للمدينة. هناك يمشي السائح في أزقة القصبة، يصلي في زاوية سيدي الشيخ، يتسلق جبل لالا، ويأكل “الشرش” الحلو أو “الكسكسي بالخضر” في المطاعم الصغيرة.

مخطط الجزائر 2030 يحدد لتلمسان ثلاث أولويات: جذب سياح بيئيين يدفعون دولارات، تحويل مخطوطات الأضرحة إلى ملفات رقمية تُباع على الإنترنت، وزيادة صادرات الحمضيات إلى أوروبا. التحديات واضحة: الأمطار أصبحت متأخرة والبطالة تزداد، لكن الولاية تمتلك أرضاً خصبة، مقومات صناعة يدوية، وتاريخ يُروى، ما يؤهلها لأن تكون قاطرة التنمية في غرب الجزائر.

تلمسان تحمل في ترابها ملامح الهوية الجزائرية: جبال أوراس في الشرق، عمق صحراوي في الجنوب، عمارة إسلامية في الوسط، ووجهة نظر مفتوحة على المغرب العربي. تجمع بين البناء القديم والشباب المتخرج من الجامعات، بين سور القصبة وخطوط الإنترنت الجديدة، فتكون بذلك معبراً ثقافياً طبيعياً بين إفريقيا السوداء والمغرب الأقصى.

جمال المصري

جمال المصري

·

24/10/2025

ADVERTISEMENT