العقلية تُعني مجموعة من المعتقدات والأفكار التي تحدد ردة فعلنا عند مواجهة الصعوبات. تقول عالمة النفس كارول دويك إن العقليات نوعان: "عقلية ثابتة" تظن أن القدرات لا تتغير، و"عقلية نمو" تؤمن بأن التعلم والاجتهاد يُطور القدرات. تتشكل هذه العقليات من تجارب الطفولة والتعليم والثقافة المحيطة والخبرات الشخصية، وتُستخدم لاحقاً لفهم المواقف الجديدة.
ضعف العقلية، أو "الجمود العقلي"، يعني أن الإنسان يُقاوم التغيير لأنه تعود على تفكير معين. هذا الجمود يُعيق تطوره، وغالباً ما يترافق مع تدهور الصحة النفسية، وتقدم العمر، والانغلاق على الذات. تُظهر أبحاث أن العقلية والواقع يؤثران في بعضهما البعض؛ فالعقلية تُحدد كيف نرى الأحداث، والتجارب الجديدة تُعدّل العقلية نفسها.
تتبدل العقلية حين يُغيّر الإنسان واقعه بالتعرض لمواقف جديدة، وتعلم مهارات لم يكن يعرفها، وتعديل البيئة المحيطة، وممارسة التأمل والانتباه لما يدور داخله. تُزعزع هذه الخطوات المعتقدات القديمة وتُنشئ عقلية مرنة وإيجابية. يحتاج الأمر وقتاً وجهداً، إذ قد تمتد التحولات الكبيرة من عدة أشهر إلى سنة أو أكثر، بحسب الاختلاف بين الناس ومقدار التزامهم.
لإحداث تغيير حقيقي، يُنصح بوضع أهداف واضحة، البدء بخطوات صغيرة، طلب مساعدة الآخرين، متابعة التقدم باستمرار، والإصرار على الاستمرار مع التكيف مع الجديد. حين يتجاوز الإنسان الجمود الذهني ويُصبح منفتحاً على ما لم يجربه، تترسخ عقلية نمو تُحسن حياته وتُعزز نظرته الإيجابية إلى نفسه والعالم.