يعيش الناس اليوم في أرجاء الأرض عمرًا أطول، ويُرجح لكثيرين تجاوز سن الستين. تبدأ الشيخوخة حين تتراكم خلال السنين أضرار دقيقة في الجزيئات والخلايا، فتضعف القوى الجسدية والذهنية ويزداد احتمال المرض والوفاة. تترافق الشيخوخة بأمراض متداخلة غالبًا ما تنشأ عن تأثير مجموعة عوامل معًا.
رغم أن العمر المديد يمنح أفرادًا ومجتمعات فرصًا جديدة، فإن الانتفاع منها يتوقف على مدى صحة الإنسان. تُظهر أرقام أن السنوات التي يقضيها الإنسان بصحة جيدة لم ترتفع بنفس سرعة العمر المتوقع، إذ يقضي كثيرون سنواتهم الإضافية وهم يعانون أمراضًا. يلعب المورث دورًا في صحة كبار السن، لكن البيئة المحيطة بهم ماديًا واجتماعيًا، إلى جانب عاداتهم اليومية، تترك أثرًا أوضح على المدى الطويل. يتقدم الإنسان صحيًا في سنواته الأخيرة حين يعتمد غذاء متوازنًا ويمارس نشاطًا بدنيًا ويتجنب التدخين، فيُقلل الإصابة بالأمراض المزمنة ويحافظ على قواه الجسدية والذهنية.
قراءة مقترحة
أشارت دراسة حديثة من جامعة إديث كوان في أستراليا إلى أن السياحة تؤخر ظهور الشيخوخة. استخدمت الدراسة مبدأ الإنتروبيا - ميل أي نظام إلى الفوضى - لشرح تأثير السفر في الصحة. تقول الدراسة إن التجارب السياحية الإيجابية تخفض الإنتروبيا بأن تُعزز توازن الجسم الداخلي وتُحفّز جهاز المناعة، فيتأخر ظهور علامات الشيخوخة.
يرى الباحثون أن «العلاج بالسفر» تدخل صحي ممكن، إذ يُدخل الإنسان بيئات غير مألوفة تُستفز بها المناعة ويزداد نشاطه الأيضي، فيتحسن قدرة الجسم على تنظيم حالته وتجديد خلاياه. تساعد الحركات المصاحبة للسفر - مثل المشي وركوب الدراجات - على تحسين الدورة الدموية، وزيادة مرونة جهاز الدفاع، وتنشيط إخراج السموم وتعزيز الشفاء الذاتي.
تُوضح الدراسة أن السفر ليس ترفيهًا فقط، بل وسيلة فعالة لتقوية المناعة، وتأخير علامات الشيخوخة، وتحسين الصحة الجسدية والذهنية، خصوصًا حين يُقرن بنمط حياة صحي وسلوكيات وقائية.

