تقع جيبوتي عند مدخل باب المندب، فتشكل نقطة وصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتصبح بذلك محطة أساسية في خطوط التجارة العالمية. مساحتها لا تتعدى 23 ألف كيلومتر مربع، لكن موقعها يمنحها ثقلًا سياسيًا وثقافيًا يفوق حجمها.
سكان جيبوتي خليط من أصول عربية إسلامية وأخرى إفريقية، فتتداخل العادات العربية مع تقاليد القرن الإفريقي. اللغة الرسمية هي العربية إلى جانب الفرنسية، بينما يتحدث الناس في الأسواق والبيوت بالعفرية أو الصومالية، فتسمع في اليوم الواحد أربع لغات.
تحيط بها إريتريا من الشمال، إثيوبيا من الغرب والجنوب، والصومال من الجنوب الشرقي، بينما تفتح نافذتها الشرقية على خليج عدن. هذا الموقع جذب موانئًا عسكرية لأمريكا وفرنسا والصين، وأصبحت أرضًا يمر عبرها نفط العالم وقمحه وشايّه.
قراءة مقترحة
الاقتصاد يقف على أكتاف الموانئ. سفن إثيوبيا تخرج من ميناء دوراليه وتعود، فتُحصَّل رسوم التفريغ والشحن. الحكومة تبني محطات طاقة شمسية وطريقًا سريعًا إلى إثيوبيا، وتؤجر أرضًا للجنود الأجانب مقابل دولارات تُسدد جزءًا من الفاتورة.
الصحراء تفاجئ الزائر ببحيرة عسل التي تقع في حفرة بركانية تحت سطح البحر بمئة وخمسين مترًا، وخليج تاجورة يمنح غواصي العالم مرجانًا لم يمسّه إنسان. البراكين الخامدة والملح الأبيض يشكلان مشهدًا لا يوجد في أوروبا.
في الأسواق تُعزف طبول إفريقية بإيقاع عربي، ويُقدَّم قهوة مُبَهَّرة بالهيل ثم لحم جدي مُتبَّل بالكمّون. المساجد تملأ الأفق، لكن جار المسلم مسيحي يشاركه الرقص في الأعراس. جيبوتي دولة صغيرة ترفع رأسها عاليًا وتقول للعالم: «أنا هنا».

