والفنانين، أشهرها Gran Caffè Gambrinus الذي استقبل أوسكار وايلد وهمنغواي.
تتميز ثقافة القهوة بعلاقات اجتماعية قوية، أبرزها تقليد «القهوة المعلقة»، حيث يدفع الزبون ثمن فنجان ثاني يحصل عليه فقير لاحقاً، تعبيراً عن التضامن والكرم. يُعدّ الإسبريسو فناً، يتقنه الباريستا بالحديث مع الزبائن وإعداد الفنجان المثالي.
يُستخدم إبريق «الكوكوميلا» بدلاً من الآلات الحديثة، ما يتطلب انتظاراً طويلاً ليخرج مشروب كثيف العطر. هذه البطء يجسد فلسفة المدينة في الاستمتاع بمتع الحياة البسيطة.
يُمزج نوعان من الحبوب: أرابيكا ذات النكهة الحلوة الناعمة، وروبوستا ذات المرارة والقوة وأقل كلفة. يفضّل النابوليون المزيج ليحصلوا على توازن بين النعومة والقوة، ويولون اهتماماً كبيراً لطبقة الرغوة الكثيفة التي تغطي الإسبريسو.
القهوة روتين يومي يبدأ مع الفجر ويستمر حتى آخر الليل. تُشرب في المقاهي، أثناء اللقاءات والأحاديث العائلية وحتى أثناء التنزه الليلي.
ذاع صيت القهوة النابولي خارج إيطاليا، فأصبحت رمزاً عالمياً لتقاليد القهوة، وألهمت مقاهي العالم. يأتي السياح لتذوق الطعم الأصيل، ويعودون وفي أذهانهم صورة حب النابوليين لفنجانهم.
في النهاية، القهوة في نابولي أكثر من شراب؛ هي صورة للهوية وذاكرة مشتركة وروح الناس. كل فنجان إسبريسو يروي قصة شغف وتقاليد وإبداع متجذر في كل زاوية.