الهضبة، لكن وجدت فيها نقوش أثرية تعود إلى 2600 عام، من فترة قوم ثمود، تؤكد عمق تاريخها وأهميتها الثقافية، إذ شكلت مفترقًا رئيسيًا لطريق التجارة القديمة بين الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر. وتحتضن أقدم نقوش بالعربية، تُعرف باللهجة الحشماتية، وهي من أقدم أشكال الخط العربي المكتوب.
تنتشر قرى ومدن حول هضبة حسمى، مثل تبوك، بئر ابن هرماس، حلة عمار، والمغيرة. كانت الحياة البدوية سائدة بسبب قلة المياه، لكن اكتشاف المياه الجوفية ساعد على ظهور الزراعة وتوسع المزارع التجارية التي تزود مناطق في المملكة.
تضم الصحراء كثبانًا رملية وجبالًا من الحجر الرملي، تتغير ألوانها مع تغير الضوء، لتشكل مشاهد طبيعية جذابة. وتخترقها وديان جافة تلعب دورًا بيئيًا مهمًا عند هطول الأمطار الموسمية. تشكل التكوينات الجيولوجية نتيجة تعرضها لعوامل التعرية مثل الرياح والمياه والصدوع، وتظهر على شكل أعمدة ضخمة وكهوف صغيرة.
من أبرز المرتفعات في المنطقة جبل إرم الذي يبلغ ارتفاعه 1754 مترًا، ويُنسب إليه مناخ معتدل قديم كان يدعم نمو الكروم والصنوبر. وتضم الهضبة جبالًا مثل السفينة وسدير والمضربة.
تجذب صحراء حسمى اليوم اهتمامًا سياحيًا متزايدًا، وتقدم أنشطة مثل التخييم، التصوير الفوتوغرافي، واستكشاف الجبال والوديان. تبقى رمزًا للطبيعة الخلابة والتاريخ العريق في شمال السعودية، وتُعد وجهة مهمة للباحثين وعشاق المغامرة.
ولأهميتها الثقافية، تناولها الأدب العربي، فوصفها الجوهري بأنها "أرض ذات جبال شاهقة ناعمة"، وأشار ياقوت الحموي إلى أنها تُرى من أماكن بعيدة لندرة نظيرها، وتمر بها طرق تاريخية هامة.
إسلام المنشاوي
· 22/10/2025