الآثار الرومانية في السويداء (فنزويلا الصغيرة) بسوريا
ADVERTISEMENT

تقع محافظة السويداء جنوب سوريا وتشتهر بكثرة الآثار الرومانية، فلقبتها بعض المصادر بـ"فنزويلا الصغيرة" بسبب جبالها البركانية وجمالها غير المألوف. تضم المحافظة معالم بارزة أبرزها قنوات كاناثا، وهي نموذج نادر للهندسة المائية الرومانية. حفرت الأنفاق تحت الأرض لتنقل المياه من الينابيع الجبلية إلى الحقول والقرى بالاعتماد على انحدار الأرض فقط،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

فأمنت المياه في بيئة قليلة الأمطار. بُني الأنفاق من حجر منظم لئلا تتسرب المياه، ووزعت على الحقول عبر فتحات صغيرة تُسمى "النوافير".

عملت القنوات منذ العهد الروماني مروراً بالإسلامي، وشكلت قاعدة ازدهار الزراعة والحياة اليومية، كما جسدت تعاون السكان في إدارة المياه. تراجع الاستخدام لاحقاً، لكن بعض الأنفاق لا تزال تعمل بالطريقة القديمة، وتحولت إلى مواقع سياحية وتعليمية. تعمل جهات محلية وأجنبية على ترميم الأنفاق والحفاظ عليها ضمن التراث الإنساني.

مدينة شهبا، أو "فليبو بوليس"، تُعد من أغنى مدن السويداء تاريخياً. أسسها الإمبراطور الروماني فيليب العربي، وتقع وسط سهول خصبة تحيط بها جبال بركانية. أبرز معالمها: قلعة شهبا، معبد مخصص للإلهة فينوس، مسرح يتسع لثلاثة آلاف متفرج، وأعمدة رومانية ضخمة تدل على دقة البناء آنذاك. عرفت المدينة نشاطاً تجارياً ودينياً، واستمرت أهميتها في العصور الإسلامية والعثمانية.

تجذب شهبا اليوم هواة التاريخ والآثار، وتشتهر كذلك بزراعة أشجار العنب وصناعة النبيذ. بين أبنيتها الضخمة وضيافة أهلها تقدم المدينة تجربة ثقافية مميزة.

من المواقع البارزة أيضاً قلعة صلخد التي تعود للعهد الروماني. تعلو تلة مرتفعة وتتميز بتخطيطها الدفاعي، فكانت مركز حماية في مراحل لاحقة، واليوم تُعد وجهة سياحية تعكس براعة البناء القديم.

يبرز كذلك موقع المجدل الأثري بفسيفسائه النادرة التي يرجع تاريخها إلى العهدين الروماني والبيزنطي. تُظهر اللوحات مشاهد أسطورية ويومية غنية بالألوان والتفاصيل. يُرجع الباحثون إلى المجدل عند دراسة فن الفسيفساء، ويأتيه كل من يهتم بتاريخ سوريا وفنونها القديمة.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
أسطورة الأنوناكي في التراث العراقي
ADVERTISEMENT

الأنوناكي هم مجموعة من الآلهة في الأساطير السومرية والأكادية والآشورية والبابلية، يُعتقد أنهم أبناء "آنو" إله السماء و"كي" إلهة الأرض. ذُكرهم لأول مرة في نقوش الملك السومري "غوديا" الذي حكم بين عامي 2144 و2124 قبل الميلاد، وكانوا يمثلون آلهة السماوات والأرض والعالم السفلي، ومنهم "إنكي"، "إنليل"، "إنانا"، و"أوتو".

حملت نصوص

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

التراث السومري إشارات متفرقة إلى عدد الأنوناكي، وتضاربت النصوص حول تحديد عددهم بدقة، فهناك إشارات إلى سبعة آلهة رئيسيين يُقررون مصير البشرية، وأخرى تشير إلى اثني عشر أنوناكيًا، بينما ذكرت قصيدة "إنكي والنظام العالميّ" أن الأنوناكي يغنّون تمجيدًا له. أدوارهم تراوحت بين حماية المدن، والحكم في العالم السفلي، والمشاركة في "مجمع الآلهة" لاتخاذ القرارات.

ارتبط الأنوناكي بالسماء في المعتقد السومري، حيث نُسبت لهم كواكب محددة مثل كوكب الزهرة لـ"إنانا"، والشمس لـ"أوتو"، والقمر لـ"نانّا". كذلك نُسبت لهم مناطق السماوات، فنُسب "آنو" للسماء الاستوائية، و"إنليل" للشمال، و"إنكي" للجنوب.

في التاريخ الديني لبلاد ما بين النهرين، جسد الناس آلهتهم عبر تماثيل تم الاهتمام برعايتها داخل المعابد، حيث كان الكهنة يخدمونها ويرتدونها ويقيمون لها طقوسًا يومية، بما في ذلك المواكب الدينية باستخدام العربات أو القوارب لنقل التماثيل، ويُعتقد أن مشاركة الأنوناكي في "مجمع الآلهة" كان له طابع تشريعي شبيه بالنظام في زمن أسرة أور الثالثة.

رغم مكانتهم في الأساطير، لم تُكتشف دلائل أثرية كافية تثبت وجود طائفة عبادة جماعية للأنوناكي، لكنهم بقوا بالنسبة لشعوب العراق رموزًا روحية قوية، تجسدت بالقوة الخارقة وأحيانًا بخصائص مهيبة مثل الميلام، وهي مادة غامضة ترمز للهيبة الإلهية.

ازداد اهتمام الباحثين الأوروبيين بالأنوناكي في الآونة الأخيرة، حيث نشر الكاتب التركي "شفق جوكتورك" كتابًا جادل فيه بأن الأنوناكي كانوا كائنات فضائية قدموا من كوكب "نيبيرو"، وذكر أدلّة من نصوص قديمة وآيات قرآنية وتوراتية لدعم فرضيته. كذلك دعم كتّاب غربيون مثل "زكريا سيتشن" و"إيريك فون دينيكن" نظرية أن الأنوناكي أصل التقدم العلمي الكبير في الحضارة الحديثة، مما أدخلهم ضمن نظريات المؤامرة، ولا تزال هذه النظريات تحظى باهتمام واسع ضمن أوساط دراسات الأنوناكي والميثولوجيا العراقية القديمة.

عائشة

عائشة

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
التصوير أثناء السفر: كيف تلتقط الصور التي تروي قصة رحلتك
ADVERTISEMENT

التصوير أثناء السفر وسيلة أساسية لتسجيل الرحلة وسرد ما حدث بصور، وهو أكثر من مجرد التقاط المعالم السياحية. ينجح التصوير إذا جهّزت نفسك قبل السفر، واخترت أداة تناسبك: كاميرا DSLR إن كنت محترفًا، كاميرا صغيرة إن كنت مسافرًا خفيفًا، أو هاتفًا ذكيًا يعطي صورة واضحة.

خذ معك عدسات متنوعة: عدسة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

واسعة للمناظر الطبيعية، عدسة قياسية للصور اليومية، وعدسة مقرّبة لتصوير ما يبعد عنك. قبل الخروج، اطلع على الأماكن التي ستزورها، وحدد أوقات الشروق والغروب لأن ضوءها يكون ناعمًا ومفيدًا.

تعلّم أساسيات الغالق والمصراع وISO والتركيز؛ كلما فهمتها، تحسّنت صورك. استخدم الإعداد اليدوي حسب الضوء المحيط. لتسجيل لحظة نادرة، انتبه للتفاصيل الصغيرة: زهرة، زخرفة على جدار، أو مشهد من يوميات الناس؛ كلها توثق ثقافة المكان.

احتفالات الفرح، أسواق المدينة، وأطباق الطعام المحلية فرص ممتازة لتسجيل الحياة اليومية. بعد التصوير، عدّل الصور ببرنامج مناسب: عدّل الضوء والتباين، أزل الشوائب، وقوّ الألوان دون المبالغة.

أثناء التعديل، فكّر في القصة التي تقولها الصورة: هل تُظهر جمال الطبيعة أم حياة الناس؟ قوة الصورة في السفر تكمن في أنها تحفظ لحظة مشحونة بالمشاعر والتفاصيل، وتبقيها حية في الذاكرة.

استفد من الضوء المتاح، ركّز على التفاصيل، وصوّر الحياة كما تبدو. بعدها، حرّر الصور لتعكس رؤيتك. اجعل كل صورة قصة عنك، واحفظ ذكرياتك في إطار بصري واضح وجميل.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

27/10/2025

ADVERTISEMENT