وهران: إيقاع البحر والموسيقى في عاصمة الغرب الجزائري
ADVERTISEMENT

وهران تقع في أقصى شمال غرب الجزائر، على شاطئ البحر المتوسط، وتُعد من أبرز الأماكن التي يقصدها السياح والباحثون عن الثقافة. تُلقب بـ"الباهية"، تجذب الناس بمناظرها الطبيعية، بيوتها القديمة، ونمط حياة يجمع بين أجواء المتوسط والمغرب العربي. أنشئت المدينة في القرن العاشر، ومرّ عليها الأندلسيون، العثمانيون، ثم الفرنسيون، فظهر ذلك

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

في شكل البنايات وفي تفاصيل اليومي.

حي "سيدي الهواري" بيوته مبنية على الطريقة الأندلسية والعثمانية، وكأنه كتاب مفتوح يشرح عمر المدينة. ترتبط وهران بالبحر ارتباطًا وثيقًا؛ شاطئ مداغ وشاطئ كوراليس يؤمنان مكانًا للراحة، والكورنيش المواجه للماء يصلح للمشي، خصوصًا حين تغيب الشمس.

موسيقى الراي هوية وهران الغنائية، وخرّجت للعالم مطربين مثل الشاب خالد ورشيد طه. يحضر الزائر عروضًا مسائية في قصر الثقافة أو في مسرح عبد القادر علولة.

تضم المدينة معالم بارزة: قلعة سانتا كروز التي تشرف على وهران من قمة جبل المرجاجو، الكاتدرائية القديمة التي حوّلتها السلطات إلى مكتبة، مسجد الباشا، ومتحف أحمد زبانة الذي يروي تاريخ الجزائر. كل بقعة تؤكد أن وهران قطعة من تراث البلاد.

أكل وهران يجمع نكهة البحر بنكهة المغرب العربي: بوراك بالجمبري، كسكس بالخضار، حريرة في الشتاء، وحلوى المقروط في الأعياد. التسوق يتم في سوق لاباستي أو في سوق المدينة الجديدة، حيث باعة يعرضون فضة محلية، حياكة يدوية، وقطع قماش تقليدية.

تقام كل سنة مهرجانات عالمية، أشهرها مهرجان الراي ومهرجان الفيلم العربي، إلى جانب احتفالات شعبية تعكس عادات المنطقة. تنزه قصير خارج المدينة يوصل إلى جبال المرجاجو، شواطئ عين فرانين، أو إلى مدن قريبة مثل تلمسان وسيدي بلعباس.

يصل الزائر إلى وهران عن طريق مطار وهران الدولي، أو عبر القطار والحافلة. داخل المدينة يتحرك الناس بالترامواي الحديث، بالتاكسي، أو بالحافلة الصغيرة.

نصائح بسيطة: اختر الربيع أو الخريف للزيارة، وارتدِ ملابس محتشمة داخل الأحياء القديمة. السكان يتحدثون لهجة تجمع العربية بالفرنسة، فالتفاهم سهل.

وهران وجهة كاملة تمنح الزائر مناظر جميلة وإرثًا ثقافيًا ثريًا، وتُعد من أولى الخيارات في الجزائر لمن يبحث عن استكشاف، استرخاء، ومعرفة.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
أفضل الصحاري الليبية التي تستحق الزيارة
ADVERTISEMENT

تغطي الصحراء الكبرى أكثر من 90٪ من ليبيا، فتبدو البلاد بحر رملي شاسع يخفي تحت رماله كنوزاً طبيعية وإرثاً بشرياً نادراً. يقصده هواة المغامرة والهدوء، النازحين عن صخب المدن. فيما يلي أبرز المواقع الصحراوية التي تفتح أبوابها للزائرين.

بحر رمال أوباري يقع في فزان جنوب غرب البلاد. يمتد أمام الزائر

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

كثبان ذهبية تتخللها بحيرات صغيرة مثل جابرون وماندارا. يُقيم الطوارق خيامهم بجانب الماء، ويحكون حكاياتهم تحت سماء صافية تغص بالنجوم.

بحر مرزق الرملي يحاذي مدينة مرزق. يتصاعد رمله مع الريح فتتشكل تلال متحركة، أشهرها تل يشبه ظهر الحوت. يفضله من يبتغي الوحدة، ومن يزلج على الألواح الخشبية من منحدراته.

جبال أكاكوس تقع قرب غات. ترسم صخورها رسوماً بشرية وحيوانية عمرها اثنا عشر ألف عام. أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث. كل نقش يحكي قصة صيد أو احتفال، فتتحول الجبال إلى متحف مفتوح.

مرتفعات تيبستي ترتفع على الحدود مع تشاد. براكين خامدة تتوسطها فوهات عميقة. الطريق إليها صعب، لكن جيولوجيي العالم يقصدونها ليختبروا صخوراً نادرة.

واحة الكفرة تجلس في الجنوب الشرقي. كانت قديماً نقطة استراحة القوافل القادمة من أفريقيا. عيونها المائية لا تزال تجذب المزارعين، وأسواقها تبيع توابلاً أفريقية بجانب التمر الليبي.

واو الناموس فوهة بركانية تحتوي ثلاث بحيرات: الزرقاء والخضراء والصفراء. الرماد الأسود يحيط بها، فيبدو المكان كأنه من كوكب آخر. المعسكرات تُنصب على حافة الفوهة لمن يريد الاستيقاظ على منظر لا يتكرر.

جبل عوينات يقف حيث تلتقي ليبيا بمصر والسودان. ينبوع صغير يتدفق من بين الصخور، ورسوم إنسان الغابة تعلو الجدران. يصل إليه من يمشي أياماً براً أو يطير بطائرة خفيفة.

قبل السفر يجب استخراج تصاريح أمنية، والتعاقد مع دليل محلي، واختيار الفترة من أكتوبر حتى مارس حين تخف حرارة الشمس. سيارة دفع رباعي وخزان ماء كبير ووقود إضافي وطعام يكفي أيام الرحلة أصبحت متطلبات لا غنى عنها.

رمال ليبيا ليست مجرد كثبان متغيرة، بل سجل حي لتاريخ الإنسان والأرض. من يخطو عليها يقرأ صفحات من الماضي، ويشهد منظراً لا يوجد مثيل له في أي صحراء أخرى.

شيماء محمود

شيماء محمود

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
نكهات الشرق: جولة طهي في قلب آسيا
ADVERTISEMENT

يحمل الطعام الآسيوي في طياته خليطاً غنياً من التقاليد والثقافة، ويُصبح وسيلة كلام تتجاوز الحدود. في الجولة عبر مطابخ آسيا، نُبحر في نكهات متنوعة تعكس تاريخاً طويلاً وإبداعاً مستمراً.

في المطبخ الصيني، تُشكل النكهات الخمس الأساسية (الحلو، الحامض، المر، الحار، والمالح) محور فن الطهي، حيث يمزج الطهاة بينها بتناغم لتحقيق

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

توازن دقيق. ويُعد الديم سوم مثالاً على الإرث، حيث تجتمع أطباق صغيرة بنكهات متعددة لتجربة طهي جماعية فريدة.

أما المطبخ الهندي فيتميز بسيطرة التوابل، حيث تُستخدم لتحسين الطعم، وتحمل أبعاداً صحية وثقافية. وتُمثل وجبة "الثالي" لوحة فنية تقدم تنوعاً من الأطباق في صحن واحد، أبرز ما فيها تناغم التوابل والنكهات.

وفي تايلاند، يُعرف الطهو بمزجه بين الحلاوة والحرارة، وهو توازن يعكس ثراء الهوية التايلاندية. يُبرز الكاري التايلاندي المزج، حيث تستخدم الأعشاب الطازجة والتوابل لخلق طبقات عطرية من النكهات الغنية.

أما اليابان فتتجلى فيها الدقة والبساطة، خاصة من خلال السوشي، الذي يجسّد احترام المكونات الطبيعية وعراقة المهارة. كما يبرز مفهوم "أومامي" - النكهة الخامسة - التي تُضفي عمقاً خاصاً للأطباق وتعزز عنصر الاكتفاء بالشبع.

وفي كوريا، يُعبّر الكيمتشي عن تراث التخمير الذي يُضيف للأطباق بُعداً نكهياً وصحياً. بينما يُعد الباربيكيو الكوري مناسبة اجتماعية تتخطى مجرد تناول الطعام، بتقديم اللحوم المتبلة مع أطباق جانبية متنوعة في أجواء تشاركية.

من خلال "نكهات الشرق"، نكتشف كيف يُشكّل الطعام لغة عالمية تربط الإنسان بجذوره وبالعالم، حيث يحمل كل طبق رواية فريدة عن الحضارة التي أبدعته، ويدعونا إلى تقدير التنوع وتذوقه بكل حواسنا.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT