لماذا تستحق نواكشوط، العاصمة الأقل شهرة في العالم العربي، الزيارة؟

ADVERTISEMENT

نواكشوط، عاصمة موريتانيا، تقف على شاطئ المحيط الأطلسي، تجمع رمال الصحراء بعادات البدو وحياة المدينة القديمة. لا تظهر كثيرًا في أخبار السفر، لكنها تمنح الزائر فرصة يعيش فيها ثقافة لم يعرفها من قبل، وسط مناظر رملية تلامس البحر.

المدينة تفتح على مشهد لا يتكرر: رمال صفراء تمتد حتى تغطس في الماء، وعلى الرمال قوارب خشبية ملونة ترسو. يجلس الزائر على الرمل، يشرب الشاي، يتابع الصيادين وهم يجرون شباكهم، أو يمشي إلى ميناء الصيد في الصباح الباكر ليرى الأسماك تُفرَغ من القوارب أمام عينيه.

حياة البدو تبدو واضحة في كل يوم: باعة يفترشون الأرض، رجل يدعوك إلى خيمته ليشرب القهوة، امرأة تبيع حليب الإبل. السوق المركزي يعج بالبصل المجفف والتواقيع الحارة والسكب اليدوي، وفي زاوية تُشوى سمكة لحظة خروجها من البحر.

ADVERTISEMENT

قراءة مقترحة

من يريد سماع الموسيقى القديمة يجد في المدينة طبول "المهار" تُضرب في أعراس الأحياء، ويرى بيوت الطين القديمة تجاور عمارات الإسمنت، فتفهم كيف تحولت الخيام إلى شقق، دون أن تُمحى الحرف اليدوية.

تنطلق من نواكشوط سيارات الدفع الرباعي إلى الصحراء، تركب الكثبان في المساء، تنتظر الشمس وهي تغيب فتصبح الرمال نارًا خافتة. المدينة تقع بين البحر والصحراء، فتمنح الزائر في يوم واحد رائحة الملح ورائحة الرمل.

الحكومة تمهد طرقًا جديدة، تبني فنادق صغيرة، وتنشر إعلانات عن المدينة في معارض السفر، لكنها تطلب من المستثمرين الاحتفاظ بالبيوت الطينية والأسواق القديمة. الخطة تهدف إلى جعل نواكشوط وجهة قادمة تجمع بين الإنارة الجديدة وذاكرة البدو.

ADVERTISEMENT

إن أردت صوت الأمواج أو صوت الطبول، امشِ في نواكشوط بلا جدول؛ ستجد نفسك في المساء أمام بائع سمك يحكي عن البحر، أو أمام طفل يعلّمك كيف تُمسك الناي الصحراوي. المدينة تُخرجك من صخب العواصم الكبيرة وتضعك في حياة بسيطة، لكنها مليئة بالتفاصيل التي لا تُنسى.

    toTop