تخضع مدينة سانت كاترين في جنوب سيناء لتحول كبير من خلال مشروع "التجلي الأعظم"، الذي يهدف إلى تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية تدوم طويلًا. يقع المشروع في منطقة ذات طابع تاريخي وروحي فريد، إذ تُعد سانت كاترين موقعًا مدرجًا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتشتهر بجمال طبيعتها وجبالها الشاهقة، بالإضافة إلى ديرها التاريخي.
بكلفة تقدر بـ 296 مليون دولار، يسعى مشروع "التجلي الأعظم" إلى إعادة تشكيل الإمكانات السياحية للمنطقة، عبر إنشاء مرافق جديدة تشمل مركز مؤتمرات داخل الجبال، ومركز زوار تحت الأرض، ومستشفى للطب العشبي يُدار بالتعاون مع المجتمع المحلي. يهدف المشروع أيضًا إلى ربط التراث بالحداثة من خلال تطوير 1000 وحدة إقامة فندقية، تديرها علامات تجارية عالمية، واستقبال أكثر من مليون سائح سنويًا.
قراءة مقترحة
يقع دير سانت كاترين عند سفح جبل موسى، حيث تروي الروايات أن النبي موسى تسلم ألواح الشريعة. يُعد الدير أحد أقدم الأديرة المسيحية التي ظلت تعمل منذ القرن السادس، ويمثل نموذجًا بارزًا في العمارة البيزنطية. يحتوي على مجموعات نادرة من المخطوطات والأيقونات، ويقع وسط تضاريس جبلية تمنح الموقع طابعًا روحانيًا عميقًا، مما يجعله من أبرز وجهات السياحة الدينية في مصر.
تبلغ مساحة منطقة سانت كاترين نحو 60,100 هكتار، منها 4,300 كيلومتر مربع ضمن محمية طبيعية غنية بالتنوع البيولوجي والأهمية الدينية. تساهم المحمية في الحفاظ على النظام البيئي، وتعمل مع المجتمع المحلي على دعم التنمية المستدامة. تراقب السلطات المحلية وأجهزة التراث تدخلات الترميم والصيانة بدقة للحفاظ على أصالة الموقع، ووضعت خطة رئيسية عام 2020 لحماية طابعه الثقافي والروحي.
يُواجه الموقع عدة تحديات، منها الانهيارات الصخرية والفيضانات، إلا أن التدخلات تشمل تعزيز الجدران الواقية، وإنشاء مسار جديد للزوار لتقليل الضغط على الكنيسة الرئيسية، إلى جانب إنشاء متحف داخلي. تُبذل جهود كبيرة للحفاظ على هوية الموقع من التأثيرات السلبية للزحف السياحي، وضمان استدامته البيئية والثقافية.

