تخطو السعودية خطوات واسعة نحو استكشاف أعماق المحيطات من خلال مشروع "أوشن كويست"، الذي أُطلق في أبريل 2025 تماشياً مع رؤية السعودية 2030. يهدف المشروع إلى حفظ الأنظمة البيئية البحرية، واستكشاف أعماق المحيط، وخاصة التي تزيد عن 200 متر، وتسريع الابتكار في علوم المحيطات.
تقع المملكة على البحر الأحمر والخليج العربي، وهذا الموقع يمنحها بيئة بحرية غنية بالشعاب المرجانية، وأعشاب البحر، وأشجار المانغروف. يعتمد الاقتصاد الساحلي على صيد الأسماك، والموانئ التجارية مثل جدة والدمام، إضافة إلى السياحة الناشئة والمشاريع اللوجستية.
قراءة مقترحة
تواجه البيئات الساحلية تهديدات من الصيد الجائر، التلوث، تغير المناخ، وتوسع البنية التحتية. جاء المشروع لمواجهة هذه التحديات عبر حماية 30 % من المواطن البحرية، واستخدام تقنيات حديثة لرسم خرائط قاع البحر، وبناء نماذج رقمية للجبال البحرية.
ينفذ المشروع على مراحل حتى عام 2050، بتمويل يبلغ 3 مليارات ريال سعودي. يشمل برامج لتطوير القدرات، ودعم أكثر من 150 عالماً سنوياً، وتعاون مع مؤسسات دولية مثل OceanX وGEOMAR، بإشراف علمي من الدكتور مارتن فيزبيك.
يركز العمل الميداني على البحر الأحمر، والمحيط الهندي، وجنوب المحيط الأطلسي ضمن بعثة "حول أفريقيا". من أبرز الإنجازات المبكرة إتمام أول بعثة استكشافية في يونيو 2025.
تشمل الأهداف طويلة الأمد اكتشاف أنواع جديدة، تطوير حلول حيوية من كائنات أعماق البحار، وحماية السواحل من التغيرات البيئية. يساهم المشروع في دعم سياسات الاستدامة البحرية، وتعزيز الحوكمة البيئية، والابتكار في التكنولوجيا الحيوية.
يمثل أوشن كويست تحولاً كبيراً في علوم المحيطات بالسعودية، ويعزز مكانتها العالمية في حفظ البيئة البحرية، مع توقعات بأن يمتد الأثر العلمي والبيئي والاقتصادي للمشروع، ليصبح نموذجاً للاستدامة البحرية حتى ما بعد عام 2050.

