تنبض الحياة في الواحات المنتشرة بين الرمال، وتشتهر بالضيافة والتجارة الصحراوية.
الصحراء الجزائرية تحمل إرثًا أثريًا وثقافيًا كبيرًا، خاصة في هضبة طاسيلي ناجر، التي تضم أكثر من 15,000 نقش ورسمة تعود لعصور ما قبل التاريخ. تعكس الأعمال الفنية مناظر طبيعية وسافانا حية، وتروي قصصًا بصرية عن فترات مناخية وروحانية مختلفة. إلى جانب ذلك، تحتفظ ثقافة الطوارق، الشعب الأمازيغي الصحراوي، بمكانة بارزة من خلال لغتهم وفنونهم التقليدية، حيث تُعد الحِرف المعدنية والمجوهرات الفضية دليلًا على إبداعهم. تستمر رواياتهم وقصصهم الشفوية في تشكيل هوية الصحراء.
من الناحية السياحية، تقدم الصحراء تجربة فريدة لمحبي المغامرة والسفر البيئي. الرحلات بجِمال الطوارق تعيد إحياء طرق القوافل القديمة، بينما تتيح سيارات الدفع الرباعي الوصول إلى مواقع نائية ونقوش ما قبل التاريخ. وجهات مثل عين صالح وتيميمون تمنح الزائر تجربة استثنائية من حيث العمارة والبيئة الصحراوية المتغيرة. وفي الليل، تتحول السماء إلى عرض نجمي رائع يزيد من سحر الرحلة.
تجسد الصحراء الجزائرية نوعًا من الصفاء الداخلي. تمنح الإنسان هدوءًا وجوديًا يربطه بطبيعته الداخلية ويذكّره بالتواضع أمام عظمة الطبيعة. سكانها، من الطوارق إلى مزارعي الواحات، يعيشون في تناغم مع بيئة قاسية. ويخرج الزائرون غالبًا بتجربة روحية عميقة وشعور متجدد بالتوازن، بعدما عاشوا الصمت والجمال والتنوع الثقافي في قلب واحدة من أكبر صحارى العالم. تلعب الصحراء دورًا مهمًا في دراسة المناخ والبيئة على المستوى العالمي، ما يربطها بالنظام البيئي للكوكب. تحتل السياحة الصحراوية الآن مكانة متقدمة في الجزائر بفضل تحسين البنى التحتية والتركيز على الاستدامة.
عبد الله المقدسي
· 16/10/2025