إذا كنت لا تزال تكتب الأشياء على الورق بدلاً من هاتفك، فإن علم النفس يقول إنك تُظهر هذه السمات الثمانية الفريدة
ADVERTISEMENT

في زمن سيطرت فيه التكنولوجيا على يومياتنا، يبدو حمل قلم وورقة حركة نادرة، لكن علم النفس يؤكد أن الكتابة باليد تمنح الدماغ والنفس مكاسب واضحة. من يصرّون على الخط اليدوي يظهرون تركيزًا أعمق، ترتيبًا أوضح للأفكار، وميلاً ملحوظاً لفهم مشاعرهم بأنفسهم.

أول المكاسب تظهر في ذاكرة أنشط . حركة اليد

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

أثناء الكتابة تُوقظ مناطق في الدماغ مسؤولة عن الفهم والتذكر، فتجد من يخطّون بأقلامهم يحفظون المعلومات أسرع من من يكتبون على الشاشة.

الكتابة على الورق تُعلّم أيضاً الانتظار والتفكير ؛ كل حرف يحتاج ثوانٍ وضغطاً، فيُبطئ الإنسان ويُراجع فكرته قبل الإمساك بالقلم التالي، بدل الانجراف وراء السرعة الرقمية.

نفسياً، الخط اليدوي يُقوّي معرفة الإنسان بنفسه ووضوح مشاعره ؛ يمنحه مساحة يومية يفرز فيها ما يدور في داخله، ولذلك يعتمد عليه المعالجون أداة داعمة للصحة النفسية.

الورق يفرض تسلسلاً منطقياً ؛ لا مجال للنسخ واللصق العشوائي، فيُلزم الكاتب بترتيب أفكاره أولاً ثم تسطيرها، فيخرج التخطيط أرشد والبناء الفكري أمتن.

محبو الورق غالباً يحملون حساً فنياً ؛ يرسمون حدود العناوين، يلونون الحواشي، ويرتبون صفحاتهم بعناية، فيعكس المخطط جانباً جمالياً من شخصياتهم.

الصفحة البيضاء تمنح صمتًا ذهنياً بلا إشعارات أو نوافذ منبثقة، فيُتيح للإنسان إنهاء فكرة واحدة دون مقاطعة، فيزداد التركيز ويطول التفكير.

يظهر لدى هؤلاء ارتباط وجداني بالكتابة اليدوية ؛ يحتفظون بدفاترهم كسجل حيّ للذات والذاكرة، ويفضلون الخصوصية المادية حيث لا تطلع خوارزمية على ما دوّنوه.

باختصار، من يختار الورق ليس رجعياً، بل إنسان يفكر بخطوات هادئة في عالم يجري، يُراعي ترتيب أفكاره ويصغي لنبضه قبل أن يُسقطه على الشاشة.

لينا عشماوي

لينا عشماوي

·

17/10/2025

ADVERTISEMENT
نجيب محفوظ: عملاق الأدب العربي
ADVERTISEMENT

نجيب محفوظ، كاتب مصري، هو الروائي العربي الوحيد الحائز على نوبل في الأدب. يُعدّ ركيزة السرد العربي الحديث. تجاوزت كتبه حدود مصر، وقدّم صورة دقيقة للمجتمع المصري وتغيّراته الاجتماعية والسياسية، وتناول موضوعات إنسانية عالمية: الهوية، الكرامة، الحرية.

وُلد محفوظ عام 1911 في القاهرة في بيئة ثقافية غنية أثرت على فكره

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

وأدبه. درس الفلسفة في جامعة القاهرة، ثم قرأ الأدب الغربي وتأثر بروائيين كبار مثل دوستويفسكي وديكنز. بدأ في الثلاثينيات بنشر القصص القصيرة، وكتب الرواية بمنظور واقعي تاريخي، ثم اتجه إلى الواقعية الاجتماعية في «زقاق المدق» و«خان الخليلي»، ثم إلى الرمزية في «أولاد حارتنا»، والفنتازيا في «الحرافيش»، وخلط في ما بعد البوح الشخصي بالتأملات الوجودية في «أصداء السيرة الذاتية» و«أحلام فترة النقاهة».

تتنوع أعمال محفوظ بين الواقعية النفسية والاجتماعية والرمزية، وتتناول القهر الاجتماعي، سلطة الدولة، تبدّل الهوية. استقى تفاصيل شخصياته من الواقع المصري، خاصة أحياء القاهرة؛ كانت الحارة رمزاً لمصر في كتبه. سجّلت «ثلاثية القاهرة» انتقال المجتمع من الاستعمار إلى بداية الاستقلال عبر سرد حياة أسرة عبد الجواد، فنال شهرة عالمية.

أسلوبه بسيط واضح، يستخدم الرمزية والاستعارة بسلاسة دون تعقيد لغوي، فانتشرت كتبه. يُشبّه أسلوبه بديستويفسكي في العمق النفسي، بهمنغواي في بساطة اللغة، ماركيز في الرمزية، أتشيبي في الجمع بين الخصوصية الثقافية والموضوعات العالمية.

كان محفوظ ناقداً اجتماعياً صادقاً؛ تناول السلطة، الفساد، الظلم، الدين كعنصر من الهوية، وظل مؤمناً بحرية التعبير رغم الرقابة. أثّر في أجيال من الكتّاب العرب، وترجمت أعماله إلى لغات متعددة. ترسّخت مكانته أيقونة في الأدب العربي الحديث وصوتاً بارزاً في الأدب العالمي.

يبقى نجيب محفوظ، بأسلوبه وفلسفته وإنسانيته، من أوضح من رسم تحولات المجتمع المصري، وساهم في تثبيت الرواية العربية في الوعي الأدبي العالمي، مؤكداً دور الأدب في كشف الإنسان والتاريخ والمجتمع.

جمال المصري

جمال المصري

·

19/11/2025

ADVERTISEMENT
الهدف من تعلم آلة موسيقية: كم من الوقت حتى يتمكن أطفالنا من عزف أغنية؟
ADVERTISEMENT

تعلّم العزف على الآلات الموسيقية يمنح الأطفال والكبار فوائد كبيرة على الصعيدين الشخصي والمعرفي، ويعزز نموهم الشامل. ممارسة الموسيقى بانتظام تحسّن التركيز والذاكرة ومهارات حل المشكلات، وتطوّر القدرات اللغوية والمكانية.

من جهة أخرى، يُطلق تعلم العزف الإبداع، فيساعد الطفل على التعبير عن نفسه وتكوين أسلوبه الخاص، ويعزز التفاعل الاجتماعي من

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

خلال العمل مع موسيقيين آخرين أو الأداء الجماعي، مما يقوي مهارات التواصل والثقة بالنفس.

العزف وسيلة فعالة للتخفيف من التوتر، إذ يوفر لحظات من الاسترخاء ويحسّن المزاج، ويعزز الانضباط الذاتي والصبر. التدريب يتطلب تنسيقًا بين الحواس والحركة، فيرفع القدرات الحركية الدقيقة. ومع التقدم الواضح، يشعر المتعلم بالإنجاز ويزداد احترامه لذاته.

تتنوع دوافع الأهل لتعليم أبنائهم الموسيقى، من تقليد الآخرين، إلى الاستفادة من فرص تعليمية، أو تحسين نوعية الحياة. بعض الدوافع تتجه نحو التقدير الخارجي، كعرض مواهب الطفل. ينبغي التركيز على الدافع الداخلي، أي رغبة الطفل الحقيقية في التعبير بالموسيقى، وليس فقط كسب الإعجاب.

أن يصبح الشخص موسيقيًا حقيقيًا يتطلب جهدًا كبيرًا والتزامًا طويل الأمد، يشمل التمارين اليومية، المعرفة النظرية، والثقافة الموسيقية. الأداء الموسيقي لا يُقاس فقط بالمهارة، بل يعكس نضج تجارب الفرد وثقافته.

التنظيم الانفعالي عنصر أساسي في مسيرة الطفل الموسيقية. مواجهة التحديات والصعوبات أمر حتمي، وعلى الطفل تعلّم الصبر والمثابرة بدلًا من الاستسلام. الهروب من التحديات يعيق بناء عادات تعلّم فعالة، ويؤثر سلبًا في النمو الاجتماعي والمعرفي. تنمية مقاومة الضغط والانفعالات جزء أساسي من فوائد تعلم العزف.

شيماء محمود

شيماء محمود

·

17/10/2025

ADVERTISEMENT