ترتفع قلعة القاهرة، أو قلعة صلاح الدين، على هضبة المقطم، مشرفة على المدينة ومعبرة عن قرون من السلطة والتاريخ. بدأ بناؤها سنة 1176 بأمر من صلاح الدين كحصن عسكري يدافع عن القاهرة من غارات الصليبيين، ثم تحولت إلى مقر حكم ومركز إداري لسلسلة من الدول، من الأيوبيين إلى المماليك ثم العثمانيين. كل منهم أضاف طابعًا معماريًا خاصًا، فأصبحت القلعة سجلًا حيًا لهوية مصر عبر العصور.
في وسط القلعة يقف مسجد محمد علي، شُيّد بين عامي 1830 و1848، بطراز عثماني مستنسخ من إسطنبول، بجدرانه الرخامية ومآذنه العالية، ليصبح من أبرز معالم القاهرة السياحية. عند دخوله، تلفت الأنظار الثريات الزجاجية والسقف المزخرف والسجاد الفاخر. شرفته تطل على القاهرة بكاملها، تُظهر صخبها وجمالها من أعلى. بجانبه يوجد مسجد الناصر محمد ومسجد سليمان باشا، ولكل منهما طابع فني وروحي يحمل قصصًا مكتوبة في حجارته.
قراءة مقترحة
تُعتبر قلعة القاهرة وجهة لا يُفوت زيارتها؛ فهي تجمع بين الفن الإسلامي، التاريخ السياسي، وروح المدينة التي لا تتوقف. ما يجذب الزائر ليس فقط شكلها المعماري، بل المعاني التي تحملها والتي تربط الماضي بالحاضر في مدينة لا تهدأ. تحتوي القلعة أيضًا على المتحف الحربي ومتحف الشرطة، يعرضان مراحل من التاريخ المصري الحديث، من الاحتلال إلى ثورة 2011، من خلال معارض مليئة بالمحتوى والرمزية.
لزيارة مريحة، يُفضل الذهاب في الصباح الباكر أو بعد العصر لتجنب حرارة الشمس والحصول على إضاءة جيدة للصور. ارتدِ حذاء مريح واحمل ماء، لأن التجول يتضمن صعودًا ومشيًا على أرضية حجرية. استعانة بمرشد محلي أو تطبيق جولات صوتية تُضيف فهمًا أعمق لما تعنيه القلعة تاريخيًا وثقافيًا. يُمكن أيضًا دمج الزيارة مع مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي القريبين.
زيارة قلعة صلاح الدين ليست مجرد جولة سياحية، بل فرصة للتأمل في إرث معماري وروحاني فريد خلفه الزمن، يعكس جوهر التاريخ المصري المتعدد الطبقات والمليء بالتجارب الإنسانية.

